وبذلك لا تتجاوز هذه الرواية كونها خبر أحاديث مرفوعة أو مرسلة . . ومما يدل على أنها موضوعة أن حديثاً مثل هذا الحديث في الأهمية بمكان وهو الدستور الذي سوف تسلكه الأمة بعد رسول الله ( ص ) : ( لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه ) . ! فيفترض أن يكرره رسول الله ( ص ) في مواضع كثيرة ، وأن يتناوله الصحابة بالرواية والحفظ كما في حديث ( كتاب الله وعترتي ) . فلا يمكن أن يكون رسول الله ( ص ) قد جعل لنا هذا الحديث مصدراً تشريعياً من بعده لأنه حديث مبهم قاصر الدلالة ، بالإضافة إلى ظنية صدوره . حوار مع المُحدث والحافظ الدمشقي عبد القادر الأرنؤوطي : حدث لي أثناء إقامتي في الشام لقاء مع الشيخ عبد القادر الأرنؤوطي ، وهو من علماء الشام وله إجازة في علم الحديث . وقد تم هذا اللقاء من غير إعداد مني ، وإنما كان من طريق الصدفة . . كان لي أحد الأصدقاء السودانيين اسمه عادل ، تعرفت عليه في منطقة السيدة زينب ( ع ) وقد أنار الله قلبه بنور أهل البيت ( ع ) وتشيع لهم ، وامتاز هذا الأخ بصفات حميدة قلت ما تجدها في غيره ، فكان خلوقاً متديناً ورعاً . وقد أجبرته الظروف على العمل في إحدى المزارع في منطقة تسمى ( العادلية ) - 9 كم تقريباً جنوب السيدة زينب ( ع ) - وكان بجوار المزرعة التي يعمل بها مزرعة أخرى لرجل كبير السن متدين يكنى بأبي سلمان .