فيه ) ( 1 ) . وقد أجمعت الأمة على أن السنة لم تدون في عهد الرسول ولا عهد الخلفاء ولم تدون إلا بعد قرن ونصف من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فبأي وجه يقول قائل : ( عليكم بسنتي . . ) . الحديث الآخر : - نصه : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ، كتاب الله وسنة نبيه ) . هذا الحديث أسخف من أن يناقش وكل ما يمكن أن يقال فيه بالإضافة لما تقدم : ( 1 ) إن هذا الحديث لم يروه أصحاب الصحاح الستة عند أهل السنة ، وهذا كاف لتضعيفه فكيف يا ترى تمسكوا بحديث لم يكن له وجود في صحاحهم ومسانيدهم ، والناظر لمكانة الحديث عند أهل السنة لا يختلجه الشك في أن هذا الحديث قد روته الصحاح وعلى رأسها البخاري ومسلم ، وفي الواقع لا وجود له بتاتا . ( 2 ) إ ، أقدم المصادر التي ذكرت هذا الحديث ، هي موطأ الإمام مالك ، وسيرة ابن هشام ، والصواعق لابن حجر . . ولم أجد كتابا آخر روى هذا الحديث . وقد اشتركت هذه الكتب في نقل الحديثين ما عدا الموطأ . ( 3 ) رواية الحديث مرسلة في الصواعق ، ومبتورة السند في سيرة ابن هشام ( 2 ) ، ويدعي ابن هشام أنه أخذ الحديث من سيرة ابن إسحاق ، وبحثت
1 - أصول الفقه المقارن ، محمد تقي الحكيم ص 73 . 2 - سيرة ابن هشام ، الطبعة القديمة ج 2 ص 603 ، الطبعة الثانية ج 4 ص 185 ، و الطبعة الأخيرة ج 2 ص 221 .