مناقشة توحيد الربوبية : ولكي نبين الخطأ تعمده ابن عبد الوهاب ، والاشتباه الذي وقع فيه كثير من أتباعه ، والذي على أساسه يكفرون غالبية المسلمين إلى عصرنا هذا ، لا بد أن نطرح أفكاره على طاولة البحث والتدقيق . ونبدأ هنا بتوحيد الربوبية : فتفسير الرب بمعنى الخالق ، بعيد عن مراد القرآن . فمعنى الرب في اللغة والقرآن الكريم لا يخرج عن معنى من بيده أمر التدبير والإدارة والتصرف وقد ينطبق هذا المعنى الكلي على مصاديق متعددة مثل التربية والاصلاح والحاكمية والمالكية والصاحبية ، ولا يمكن متعددة مثل التربية والاصلاح والحاكمية والمالكية والصاحبية ، ولا يمكن حمل الرب على معنى الخالقية كما ذهبت إليه الوهابية التي بنت على أساسه إهرامات من الأفكار المنحرفة . ولكي يثبت هذا الخطأ بجلاء تعال نتدبر هذه الآيات القرآنية لكي نكتشف منها معنى الرب في الكتاب العزيز . قال تعالى : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم ) البقرة / 21 . وقال تعالى : ( بل ربكم السماوات والأرض الذي فطرهن ) الأنبياء / 56 . فلو كان الرب بمعنى الخالق لم يكن هناك حاجة لذكر ( الذي خلقكم ) أ , ( الذي فطرهم ) مرة أخرى ، وإلا يصبح تكراراً من غير معنى ، فإذا وضعنا بدل الرب في الآيتين ( الخالق ) ، لم يكن هناك حاجة لقوله ( الذي خلقكم ) ( الذي فطرهن ) بخلاف إذا قلنا أن معنى الرب هو المدبر ، المتصرف إذ تكون الحاجة إلى الجملة الأخيرة متحققة ، فيكون معنى الآية الأولى ، أن الذي خلقكم هو مدبركم ، وفي الآية الثانية أن خالق السماوات والأرض هو المتصرف فيه المالك لتدبيرهما ، والشواهد على ذلك كثيرة لا يتسع المجال التفصيل فيها .