الانتشار في كافة الأقطار الاسلامية حتى تمكن من سحب البساط من تحت أقدام ابن حنبل في الإمامة العقائدية ، فأصبح المذهب الأشعري هو المذهب الرسمي لأهل السنة ، يقول المقريزي بعد أن يشير إلى أصول عقيدة الإمام الأشعري : ( هذه جملة من أصول عقيدته التي عليها الآن جماهير أهل الأمصار الإسلامية ، والتي من جهر بخلافها أريق دمه ) ( 1 ) . فتأججت بذلك نار النزاع بين الأشاعرة والحنابلة على طل العصور المختلفة . فكان الحنابلة يتمسكون بروايات التشبيه والتجسيم ويثبتون لله تعالى صفات لا يجوز نسبتها إليه ، وكان الأشاعرة يتبرأون من هذه الأمور . ولكن إذا تجاوزنا المشاكل يمكننا أن نقسم المعقتدات السنية إلى مدرستين هما الأشاعرة والحنابلة ، بعد انقراض المعتزلة تقريباً المعتزلة تقريباً ، وسوف نتناول في هذا الفصل نماذج من المدرستين . مدرسة الحنابلة ( السلفية ) وللتحدت عن العقائد السلفية لا بد أن نقسمها إلى ثلاث مراحل تاريخية وهي : أ - مرحلة أحمد بن حنبل . ب - مرحلة ابن تيمية . ج - مرحلة محمد بن عبد الوهاب . أولاً : أحمد بن حنبل ( منهجه في العقائد ) . إن المرتكز العقائدي في منهجية ابن حنبل والحنابلة هو السماع ، أي الاعتماد على الآيات والأحاديث النبوية في إثبات العقائد ، ولا يعطون بذلك الدليل العقيل والبرهان كبير عناية واهتمام .