يحشد له مجموعة من الروايات الشيعية التي تصرح بالتقية ، فيضع القارئ في مكان ( التقية ) كلمة ( الكذب ) ، فيخرج بمعان تجعله ينفر مما يقوله الشيعة . ولست هنا في مقام الرد أو إثبات ما يقوله الشيعة لأنه لم يكن أهلاً للمناقشة والأدلة ولم يذكر دليلاً واحداً مخالفاً حتى يرد عليه ، وما يهمنا هنا هو بيان أسلوبه فقط . ومنهجه فقط . ب - الملاحظة الثانية : من غير المنطقي التهكم على عقائد الغير ومحاكمتها لأنها تخالف معتقداتك ، ولكن مع الأسف هذا أسلوبه وأسلوب غيره من الكتاب - كل شيء يخالف ما قلناه . صلاتهم غير صلاتنا وصومهم غير صومنا وزكاتهم غير زكاتنا . . . كأنما هم محور الدين وأئمة المسلمين ، لا بد أن يدور كل شيء حول رحاهم ، متجاوزين بذلك القاعدة التي تقول ( نحن مع الدليل نميل معه حيثما مال ) . وهذا مخالف لمنهج القرآن في المباحثة والمناظرة العلمية ، الذي يعترف بالطرفين ، فيعلم الله رسوله ، كيف يخاطب الكفار والمشركين . قال تعالى : ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) سبأ / 25 . فانظر هذا التعامل الأخلاقي النبيل ، فلم يقل لهم إني على حق وأنتم على حق أو على باطل . . فهذا هو منهج القرآن عندما طرح للجميع حرية المناقشة قائلاً : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) . فكان رسول الله ( ص ) يسمع براهينهم ويردها بالتي هي أحسن ، وقد سجل القرآن نماذج كثيرة سواء كانت مع رسول الله ( ص ) أو مع الأنبياء