3 - النموذج الثالث : أخرج ابن حجر في فتح الباري في شرح صحح البخاري ج 17 ص 31 حديث : ( إن رجلاً سأل عمر بن الخطاب عن قوله : ( وفاكهة وأباً ) ما الأب ؟ ! قال عمر : ( نهينا عن التعمق والتكلف ) . قال ابن حجر : أنه جاء في رواية أخرى عن ثابت عن أنس أن عمر قرأ : ( وفاكهة وأبّاً ) فقال ما الأب ؟ ! ، ثم قال : ( ما كُلفنا ) أو قال : ( ما أمرنا بهذا ) . ثم انظر ماذا فعل التعصب بالبخاري فهو يعمل قصارى جهد لينزه عمر والخلفاء من كل ما يلصق بهم فكيف يا ترى يروي هذا الحديث وهو يثبت جهل عمر بالقرآن ، لأن ما سأل عنه في غاية البساطة لمن عرف القرآن وأسلوبه ، واحتجاج عمر بعدم التكلف لا وجه له لأنه ليس مورداً من موارد التكلف ، فالعذر أقبح من الذنب ، وعندما سئل الإمام علي ( ع ) نفس هذا السؤال ، قال الجواب في نفس الآية ( فاكهة وأباً ، متاعاً لكم ولأنعامكم ) الفاكهة متاع لنا والأباء متا للأنعام ، وهو نوع من العشب . قال البخاري في صحيحه عن ثابت عن أنس قال : ( كنا عند عمر فقال : نهينا عن التكلف ) ( 1 ) . إن هذا الحديث كغيره من عشرات الأحاديث التي كانت لا تنسجم مع معتقدات البخاري فاعتمد هذه الطريقة من إسقاط وتبديل وحذف للخبر كاملاً ، كما فعل بحديث الثقلين ( كتاب الله وعترتي . . ) الذي أخرجه مسلم والحاكم على شرطه ، وغيره من الأحاديث الصحيحة التي لم يستطع
1 - صحيح البخاري ج 9 كتاب الاعتصام باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعلم .