مقتطفات من حياتي أيام صباي : كانت تنتابني الرغبة منذ صغري . . و تسدني الفطرة نحو الالتزام بالدين ، وكانت الصورة التي تراود ذهني واستشف منها مستقبلي ، لا تخرج عن إطار التدين ، فكنت أرى نفسي عبر أحلام اليقظة بطلاً ، وفارساً إسلامياً مجاهداً ، أردُّ للدين حرمته وللإسلام عزته ، لم أكن قد تجاوزت المراحل الأولى في المدارس وحضارتهم محدوداً ، ولم أكن أعرف إلا بعض القصص عن رسول الله ( ص ) وحروبه مع الكفار ، وبطولات الإمام علي ( ع ) وشجاعته . . وبعد دراستنا لتاريخ الدولة المهدية في السودان ، أعجبت بشخصية ( عثمان دقنة ) وهو أحد قواد جيش المهدي الثائر في شرق السودان ، وكان يشدني جهاده عندما كان استأذنا في التاريخ يصور لنا استبساله وعظمة شخصيته ، وهو مجاهد بين الجبال والوديان . . وهكذا تعلق قلبي به ، وبنت آمالي على أن أكون مثله ، وبدأت أفكر بعقلي الصغير ، للوصول لهذا الهدف فكان طريقي الوحيد الذي كنت أتصوره أن أكون خريجاً في المستقبل من الكلية الحربية العسكرية ، حتى أتدرب على فنون القتال واستعمال السلاح ، وعشت على هذا الهوس سنين من عمري . . حتى انتقلت إلى المرحلة الثانوية ، وفيها تفتحت مداركي وازدادت معرفتي ،