responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 80


كاللصوص ليسرقوك . أو كقطاع طرق ليقتلوك وفي عالم الغابة إذا قدمت فكرة !
كلمة ! ليتأملها عقل ، فستدفع ثمن إنسانيتك غاليا ، لأن الفكرة رحمة ، والذئاب تعتبر الرحمة شذوذا . لقد رفض الجبابرة أن يعبدوا الله وحده ، وأرادوا أصنام الآباء وما كان يراه الآباء . فالجماجم تحت التراب تراث . ورفض التراث في قانونهم جريمة . والجماجم تحت التراب على هداها يسير الأحياء والشيطان لهم دليل . إنه عالم الصم البكم العمي ، رفضوا الشكر في المقدمة ورفعوا ما كان يعبد آباؤهم في الخاتمة ثم قالوا لهود عليه السلام : ( فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) وعندما قالوا ذلك سمعوا الرد الأخير على أقوالهم . الرد الذي ستأتيهم من بعده الخاتمة ليكونوا بعد ذلك أحاديث وعبرة لمن أراد الاعتبار .
فعندما سألوا هودا عليه السلام أن يأتيهم بالعذاب : ( قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) [45] .
أجابهم عليه السلام : بأنه قد وقع عليهم من ربهم رجس وغضب . لأنهم يحاجونه في هذه الأصنام التي سموها هم وآباؤهم آلهة ، وهي لا تضر ولا تنفع ، ولا جعل الله لهم على عبادتها حجة ولا دليل [46] وبأن إصرارهم على عبادة الأوثان بتقليد آبائهم . أوجب أن يحق عليهم البعد عن الله بالرجس والغضب . ثم هددهم بما يستعجلون من العذاب . وأخبرهم بنزوله عليهم لا محالة ، وأمرهم بالإنتظار . وأخبرهم بأنه مثلهم في انتظار العذاب [47] .
وعلى هذا انتهى الجدل ، وانتظر الجميع القول الفصل الذي يحمل العذاب الشامل على فريق الجبابرة وأتباعهم . ويكون رحمة شاملة على طائفة المؤمنين مع هود عليه السلام ، وجبابرة عاد عندما طلبوا العذاب ، ظنوا أن في هذا الطلب تعجيز لهود عليه السلام مقابل تعجيزه لهم في الكيد له . فأمام معجزته التي طرحها عليهم ( فكيدوني جميعا ) قالوا له : ( فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) فقولهم : ( إن كنت من الصادقين ) يحمل ظنهم في عدم مقدرته



[45] سورة الأعراف ، الآية : 71 .
[46] ابن كثير : 225 / 2 .
[47] الميزان

80

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست