responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 72


بينته من المواعظ في شأن ما تقوم عليه حياتنا . كل هذا من عادة البشر الأولين الماضين الذين نسمع عنهم في الأساطير والخرافات [25] .
والبشر الأولين بالنسبة لعاد هم قوم نوح بعد الطوفان ، فبعد نوح عليه السلام بدأت قوافل التوحيد تتحرك هنا وهناك تدعو إلى الله . وبعد أن طال الأمد طوى النسيان ما كانت تعظ به هذه القوافل . ثم اقتحم الانحراف بثقافته عالم النسيان . واعتبر كل ما كان يعظ به الأوائل شذوذ وهكذا فعلت الأهواء بأصحابها . أنستهم الله فعبدوا الأصنام . وأنستهم معجزات الله يوم الطوفان فأقاموا الأعمدة لتحميهم من الطوفان . وأنستهم صوت الحق والضمير على امتداد الأيام فاعتبروا التوبة والاستغفار رجعية . وإذا كانت عاد أول من قالوا : ( إن هذا إلا خلق الأولين ) ، فلقد أمسك كفار قريش الذين واجهوا الرسالة الخاتمة بذيلهم ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ) [26] .
وذكر البغوي وابن كثير أن آخرين قرأوا ( إن هذا إلا خلق الأولين ) بضم الخاء واللام . يعنون دينهم وما هم عليه من الأمر ، هو دين الأولين من الآباء والأجداد .
ونحن تابعون لهم سالكون وراءهم نعيش كما عاشوا ونموت كما ماتوا . ولا بعث ولا معاد . ولهذا قالوا : ( وما نحن بمعذبين ) [27] .
لقد انتفخت عاد بالغطرسة وانتفشوا بالغرور وازدادوا عتوا وتمردا وعنادا أمام رسول الله الذي يدعوهم إلى الإيمان بالله على بصيرة ، ومع العتو والغرور . كان كل يوم يمر تشيد عاد المزيد من الحصون والقلاع والمخازن المملوءة بالحبوب وفقا لثقافة ( من أشد منا قوة ) ؟
* ثانيا : تكبيل القوة :
لما دعاهم هود عليه السلام إلى الله تعالى وإلى دينه . وبالغ في وعظهم وإرشادهم . وحذرهم سطوة الجبار العلي القدير وعقوبته في الدنيا والآخرة . فلم ينفع معهم ولم يفد شيئا . حبس الله سبحانه عنهم المطر كي يتنبهوا ويرتدعوا



[25] البغوي : 220 / 6 .
[26] ابن كثير .
[27] ابن كثير : 342 / 1 .

72

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست