responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 71


بالإنسان إلى أسفل سافلين . فنهش أصحابها أبدان المستضعفين طمعا في امتلاك جلودهم . إن عالم الأعمدة هو عالم الجوع والخوف . لقد كفروا بالنعمة وبالمنعم فألبسهم الله لباس الجوع والخوف . إن القلاع ، . والحصون خوف وجوع ، وبطش الجبارين خوف وجوع ، لأن الاطعام والأمن لا وجود له إلا في دائرة التقوى على الصراط المستقيم . وعاد قفزت من الدائرة وانحرفت عن الصراط . وبعد أن انتقد عليه السلام حضارتهم طالبهم بالدخول في دائرة التقوى وأن يطيعوا الله تعالى فيما يأمرهم به من ترك الترف والاستكبار . لأن الله تعالى هو الذي أمدهم بما يعلمون من بسطة في الخلق وعظم الهيكل البدني ، وهذا ظاهر لهم حيث يفوقون الأمم من حولهم في هذا ، وهذه القوة زادت من قوتهم ، فالواجب عليهم أن يشكروه عليها بوضع النعمة في موضعها ، لأن الهلاك سببه كفران النعمة والطغيان بالمعصية ، ثم ذكر لهم عليه السلام ما أمدهم الله به وعليه قامت أيضا حضارتهم . فالله تعالى أمدهم بالأموال والأنعام والبنين وجعل لهم الجنات والعيون . فهذا العطاء يجب أن يشكروا الله عليه ويتقوه فيه ، لأن عدم شكر الله قد يحول هذا العطاء من مجرى النعمة إلى مجرى النقمة ، ومجرى النقمة يكون إذا آثروا المعصية على الطاعة . ثم قال عليه السلام : ( إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) أخبرهم أنه يخاف عليهم لأنهم قومه ، ويخاف عليهم لأنه أمين لا يسألهم أجرا ، مشفق عليهم من عذاب الجبار خائف عليهم من نقمته وحلول غضبه على من تمرد عليه وبغى ، ولم يرحم نفسه بخضوعه لله الواحد الذي له سلطان الدنيا والآخرة .
كان عليه السلام يتعامل معهم على مائدة القوم ، مائدة التعاطف ، فماذا كان ردهم ؟ لقد جاء الرد بعيدا عن مائدة التعاطف جاء من قوم لا يتعاملون مع الطبيعة ومع الناس إلا تعامل الجبابرة ( قالوا سواء علينا أو عظت أم لم تكن من الواعظين * إن هذا إلا خلق الأولين * وما نحن بمعذبين ) [24] لقد قابلوا خطابه الذي اتسم باللطف والعطف والخلق الكريم ، قابلوه بقسوة وقالوا : ما يعنينا أن تعظ أو لا تكون أصلا من الواعظين . وأن ما ذكرته من الدعوة إلى التوحيد . وما



[24] سورة الشعراء ، الآيات : 136 - 138

71

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست