نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 68
واللطف والحنان واستعمال اللين والإخلاص في أقواله مع قومه [13] وكان هود عليه السلام من قبيلة يقال لها الخلود وكان من أوسطهم نسبا [14] وأصبحهم وجها ، وكان في مثل أجسامهم أبيض بادي العنفقة طويل اللحية ، وكان عليه السلام ينذر قومه ، ويحذرهم بأس الله ، ويضرب لهم الأمثال بقوم عاد الأولى وبقوم نوح عليه السلام قبلهم ويذكرهم بنعمة الله عليهم . 2 - الدعوة إلى الله : كان هود عليه السلام أول رسول من الله تعالى بعد نوح عليه السلام . وهو أول رسول بعث إلى قوم افتتنوا بقوتهم وقالوا ( من أشد منا قوة ؟ ) وهود عليه السلام تجمعه بقومه . صلة القرابة ، ودعوة القوم إلى الهداية بواحد منهم يعرفهم ويعرفونه ، يجعل الدعوة تسير بسهولة ويسر ، نظرا لأن القوم يعرفون أمانة وصدق المبعوث إليهم . كما أن عنصر القرابة يكون بمثابة مائدة للتعاطف من خلالها يفهمون الرسالة ويدافعون عنها وبث الدعوة أولا بين أهل القوم الواحد ، لطف من الله ورحمة بالعباد ، فهو سبحانه بعث رسله على أرضية القربى لتفتح ) القربى طريق المودة ، ووضع الدعوة في أول خطواتها على أرضية التعاطف والقربى والمودة إشارة إلى أن دين الله لا إجبار فيه . دين مقدمته قبل أن يتكلم تقوم على التعاطف . وبهذا كله مما تقبله الفطرة السليمة . ولكن عندما اجتالت الشياطين الناس أصبح أبناء التراب يرفضون أبناء التراب وأبناء الرحم الواحد يقاتلون إخوانهم وكل هذا تحت لافتة ( أنا خير منه ) تلك اللافتة التي رفضت البشر الرسول ورفضت بعد ذلك جميع الهداة الصادقين على امتداد التاريخ ! وفي هذا العالم الذي ألف دق خيام القسوة والظلم كان طريق الدعوة طريقا شاقا ، وقام الجبابرة العتاة داخل كل قوم باضطهاد النبي المبعوث فيهم والذين آمنوا معه وهم جميعا من أبناء جلدتهم ، فتحت شعار الجبابرة ( أنا خير منه ) طرد الأنبياء ورجموا بالحجارة ، ونتيجة لمقدمة الذين كفروا التي تحمل الحجر ، أصبحت الرسالة وأتباعها في جانب وأهل الكفر والأهواء في جانب آخر . . وعاد أول من دون فقه الغطرسة ، وقفت من هود عليه السلام موقف الضد ،
[13] الأنبياء - حياتهم وقصصهم / الحسني العاملي : 102 . [14] ابن كثير : 225 / 2 .
68
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 68