responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 57


ذلك يدل على أن لا تأخذه سبحانك بعذاب القوم بالغرق ، ومع ذلك فالحكم الحق إليك فأنت سبحانك أحكم الحاكمين ، كأنه عليه السلام يستوضح ما هو حقيقة الأمر ، ولم يذكر نجاة ابنه . ولا زاد على هذا . وبعد استفسار نوح عليه السلام . قال تعالى : ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) ( 81 ) قال المفسرون : بين الله سبحانه لنوح عليه السلام وجه الصواب فيما ذكره . فنوح قال : ( إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق ) فقال تعالى : ( إنه ليس من أهلك ) فارتفع بذلك أثر حجته . والمراد بكونه ليس من أهله - والله أعلم - أنه ليس من أهله الذين وعده الله بنجاتهم ، لأن المراد بالأهل في قوله : ( وأهلك إلا من سبق عليه القول ) الأهل الصالحون وهو ليس بصالح وإن كان ابنه ومن أهله ولذلك علل قوله : ( إنه ليس من أهلك ) بقوله : ( إنه عمل غير صالح ) أي أن ابنك هذا ذو عمل غير صالح فليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم .
ويؤيد هذا المعنى قراءة من قرأ : ( إنه عمل غير مالح ) بالفعل الماضي . أي عمل عملا غير صالح . وقوله تعالى : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) أي لكونه عملا غير صالح . وأنت لا سبيل لك إلى العلم بذلك . فإياك أن تبادر إلى سؤال نجاته لأنه سؤال ما ليس لك به علم ، وقوله : ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) أي أني أنصح لك في القول أن لا تكون بسؤالك هذا من الجاهلين ، وبعد أن نادى نوح ربه في يوم الغضب يوم العذاب الأليم . وبعد أن أخبره ربه بالمخبوء من أمر ابنه قال نوح : ( قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وألا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) ( 82 ) قال المفسرون . لما تبين لنوح عليه السلام . إنه لو ساقه طبع الخطاب الذي خاطب به ربه إلى السؤال ، كان سائلا ما ليس له به علم وكان من الجاهلين ، وإن عناية الله حالت بينه وبين الهلكة ، شكر ربه فاستعاذ بمغفرته ورحمته .
كانت هذه المشاهد وهذا النداء وإجابته في وقت كان الموج يضرب فيه بكل عنف ، وروي أن الماء قد أطبق جميع الأرض . وارتفع على رؤوس الجبال


( 8 ) سورة هود ، الآية 46 . ( 82 ) سورة هود ، الآية : 47 .

57

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست