responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 55


هذا تسمية منه عليه السلام . يجلب به الخير والبركة لجري السفينة وإرسائها ، فإن في تعليق فعل من الأفعال ، أو أمر من الأمور ، على اسم الله تعالى وربطه به ، صيانة له من الهلاك والفساد ، واتقاء من الضلال والخسران ، فالله تعالى رفيع الدرجات ومن تعلق به مصون لا محالة من تطرق عارض السوء . وروي أنه كان إذا أراد أن تجري قال : بسم الله . فجرت . وإذا أراد أن ترسو قال : بسم الله فرست .
وعندما كانت السفينة تجري بهم على وجه الماء الذي جرى في كل مكان ، كان الكفار يهرولون إلى كل مرتفع من الأرض طمعا في أن لا يصل الماء إليهم .
صعدوا فوق سقوف بيوتهم وفوق جذوع النخل وعلى قمم الجبال ، ولكن قممهم لم تغن عنهم من الله شيئا ، فالأمواج طالت مرتفعاتهم ، وصفعت وجوه الظالمين وألقت بهم في أحضان العذاب الأليم ، كانوا يشاهدون السفينة التي صنعت من ألواح ودسر وهي تجري في موج كالجبال وعلى متنها الذين وصفهم الأشراف يوما بالأراذل ، لقد شاهدوا ما كانوا يسخرون منه . فوجدوا نوحا وأتباعه في رحاب الأمن . بينما هم في أحضان العذاب الأليم يتجرعون عذاب الخزي وهم في طريقهم إلى العذاب المقيم . وبينما كانت السفينة تجري على وجه الماء طلت الأحداث الأليمة في اليوم الأليم يقول تعالى : ( وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين * قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) [75] قال المفسرون : قيل إن هذا الابن الرابع لنوح عليه السلام [76] وكان هذا الابن قد عزل نفسه عن أبيه والمؤمنين في مكان لا يقرب منهم . ولذلك قال : ( ونادى نوح ابنه ) ولم يقل : وقال نوح لابنه . والمعنى : ونادى نوح ابنه . وكان ابنه في مكان منعزل بعيد منهم . وقال في ندائه . يا بني - بالتصغير والإضافة دلالة على الاشفاق والرحمة - اركب معنا ولا تكن مع الكافرين فتشاركهم في البلاء كما شاركتهم في الصحبة وعدم ركوب السفينة . ولم يقل عليه السلام : ولا تكن من الكافرين . لأنه لم يكن يعلم نفاقه



[75] سورة هود ، الآيتان : 42 - 43 .
[76] ابن كثير : 246 / 4 .

55

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست