نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 498
هؤلاء لن يضر المسيرة في شئ . وكانت النهاية كما ذكرنا . واتسعت دائرتها في عصرنا الحاضر حتى تسلل اليهود من تحت الأظافر . وامتصت بنوكهم ثرواتنا . وأصبح لهم ولغيرهم الصوت المسموع في المحافل الدولية التي صنعوها . ونحن لا نجيد إلا العزف على عود الوليد بن عقبة ونهتز طربا على أشعار شعراء المجون والانحراف . ويخطئ من يظن أن تاريخ المسلمين قد ابتلع تاريخ الإسلام . فللإسلام طائفة تعمل على امتداد التاريخ وهذه الطائفة لا يضرها من خالفها حتى يأتي أمر الله . ولقد أفاضت الروايات في طائفة الحق منها ( " لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين . لعدوهم قاهرين . لا يضرهم من جابههم . . ) [221] ويخطئ من يظن أن تاريخ المسلمين دون كله في دروب الانحراف . فالمسلمين هم وحدهم الذين يعرفون معنى الطهارة والشرف . وغيرهم لا يقيم لهذه الأمور وزنا . ودائرة الاختلاف عند المسلمين منحصرة في القيادة لا غير . فكل طائفة ترى أن قيادتها أحق وكل طائفة تدعم أقوالها بما لديها من حجج . ونحن في هذا الكتاب ابتعدنا عن أي حجة لا تستند على كتاب الله وحديث رسوله وحركة التاريخ . كي يظهر الحق ويشع بعيدا عن أسواق الجدل . ورغم الجدل الدائر حول من الأحق بكرسي الخلافة أو بكرسي الوعظ والإرشاد . إلا أن المسلمين في العبادات يلتحفون بلحاف واحد . لا يظهر فيه الاختلافات التي من المفروض أن تكون بين المذاهب . وعالم المسلمين اليوم بعد انهيار النظم الوضعية . تعدى دائرة الخلاف التي تنحصر في من الأحق بالقيادة واتجه إلى فقه الشعار الذي يحتضن فقه الشعور ولا يسير إلا به . وذلك بعد أن تبين المسلمون حقيقة المخاطر التي تحيط بهم على مستوى النظام الدولي . باختصار بدأ المخلصون في العالم الإسلامي في العمل على رقعة واحدة . ونحن نأمل أن تكون هذه البداية مقدمة لوحدة اقتصادية وتربوية وعسكرية . تمهد الطريق ليوم الإنتصار . يوم يجتمع أصحاب طريق الطمس والقهقري تحت راية المسيح الدجال ذلك الشر المخبوء . الذي من عدل الله جعل أمامه خيرا مخبوءا يحمل رايته المهدي المنتظر . وهو من ولد فاطمة عليها السلام كما ذكرت الأحاديث والمهدي عندما
[221] رواه أحمد وقال الهيثمي رواه البزار والطبراني ورجاله ثقات ( الزوائد : 287 / 7 ) .
498
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 498