نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 455
واجعل البيعة والقصد سر جميعا مستراحا لا كمن يمزح بالشهرة والخلع مزاحا أو دع الشهرة والزم كل من يهوى الصلاحا والزم الجمعة والبكرة فيها والرواحا [62] وانطلق هذا الشاعر وأمثاله في الكوفة والبصرة والحيرة والشام وغير ذلك من البلاد يدعون في أشعارهم إلى شرب الخمر في جو نصراني خالص . عندما تقرع النواقيس في الأديرة . وعندما يأخذ القساوسة والشمامسة في تراتيلهم الدينية على أنغام ( الأرغن ) الناعمة الحالمة [63] وكثرت جماعات المجون وعصابات السوء . ودوت معزوفات ضخمة . اشترك فيها مجموعات هائلة من العزاف . وعلى الجسر الذي يصل الشاطئين الأموي والعباسي . أخذت جماعات من المجان والخلعاء تمر فوقه . مخلفة وراءها الفضيلة التي صرعت على مذابح اللهو والمجون والخلاعة . لتستقبل على الشاطئ الآخر الرذيلة وقد تجردت من ثيابها جميعا . وبسطت ذراعيها إلى أقصاهما . لتضم إلى أحضانها هؤلاء الوافدين من طلابها . وتبلغ الغواية مداها . ويتساقط الشباب تساقط الفراش المتهافت على النار . وكلما اشتدت ظلمة الهاوية زاد عدد المتخبطين فيها . وفي أعماقها السحيقة مضت جماعات من الشعراء تضرب على غير هدى . وقد ألف اللهو بينهم . وربط المجون بين أسبابهم . كلهم فاسق . وكلهم خليع . وكلهم سكير . . وهذه المدرسة اللاهية . هي التي أرست قواعد غزل النساء وغزل الغلمان . وكلا اللونين لم يكونا تعبيرا عن عاطفة روحية . وإنما كان تعبيرا عن لذة حسية . فالغزل في هذه المدرسة . لم يكن حديث العاطفة وإنما كان حديث الغريزة . ولم يكن نجوى الروح وإنما كان نداء الجسد . وعلى بناء هذه المدرسة كثرت طائفة الجواري والمغنيات في المجتمع الإسلامي . وعلى أكتاف هذه المدرسة انتشرت الزندقة ودقت أوتادها . وراج شعر الأديرة [64] .
[62] حياة الشعر : 633 - 634 . [63] حياة الشعر : 633 . [64] حياة الشعر : 5 0 6 - 6 0 6 .
455
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 455