responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 37


يكون الرسول إليهم ملك من الملائكة . وهذا ضد سنة الخلق لأن الملائكة إذا نزلت فإنما تنزل على ملائكة يقول تعالى : ( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ) [23] ولأن الشيطان يعلم أن معيشة الملائكة بين الناس لا تستقيم مع حركة الكون . دق ضرورة وجودهم في عقول أتباعه حتى بقطع الطريق على دعوة الرسل عليهم السلام ، فوقف أتباعه على امتداد التاريخ يقولون بأنهم يسيطرون على المجتمع ، ولهم الكلمة العليا فيه ، والذين يدعون أنهم رسلا من الله لا يملكون الصلاحيات التي تؤهلهم لذلك له لأنهم أولا يماثلونهم في البشرية ولأنهم ثانيا لا يملكون ما يمتلكوه هم . وثالثا أنهم لا يستطيعون قهرهم على عبادة الله . وعلى هذا فإذا كان لا بد من رسول .
فيجب أن يكون ملكا من الملائكة يفوقهم في كل شئ وتكون له اليد العليا عليهم . . وبالجملة طالبوا بمن يقهرهم على عبادة الله . وهذا الطلب في حد ذاته ضد سنة الله في خلقه . إذ لا إجبار في دين الله منذ خلق الله آدم عليه السلام ، حتى يرث الله الأرض . . إن دين الله لا إجبار فيه لأن الله غني عن العالمين .
لقد قالوا لنوح عليه السلام : ! ما نراك إلا بشر مثلنا ، أي أنك مثلنا في البشرية . ولو كنت رسولا إلينا لم تكن كذلك ولم يقف الكفار عند هذا الحد ، بل وجهوا إلى نوح عليه السلام سيل من الجرائم من بينها التآمر عليهم كما اتهموه عليه السلام بأن به جنة يقول تعالى : ( فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين * إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ) [24] قال المفسرون : السباق يدل على أن الملأ كانوا يخاطبون عامة الناس لصرف وجوههم عنه وإغرائهم عليه وتحريضهم على إيذائه وإسكاته . وقولهم : ( ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ) محصله . . أنه بشر مثلكم فلو كان صادقا فيما يدعيه من الوحي والاتصال بالغيب . . كان نظير ما يدعيه متحققا فيكم ، إذ لا تنقصون منه في شئ من البشرية ولوازمها . وبما أنه يدعي ما ليس فيكم فهو كاذب ، وكيف يمكن أن يكون هناك كمالا في وسع البشر أن يناله . ثم



[23] سورة الإسراء ، الآية 95 .
[24] سورة المؤمنون ، الآيتان : 24 - 25 .

37

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست