نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 263
عيسى أنهم كذبوه . وحاصروه . فرفعه الله إليه . أما موقفهم من أحمد صلى الله عليه وآله فكان هو نفس موقف فرعون من موسى ( قالوا هذا سحر مبين ) . أليس في هذا بصمات كفار قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الأيكة وقوم فرعون ، لقد رفضوا بشرية الرسول بما يستقيم مع أهوائهم . فطالبوا بكتاب من السماء وقربان تأكله النار وعندما شاهدوا المعجزة أمام عيونهم بعد ما شاهدوا معالمها على صفحات كتبهم قالوا : هذا سحر مبين . وبعد أن رفضوا القمة على امتداد عصورهم ، بدأوا يرفضون القاعدة وفقا لفقه كفار قوم نوح الذين صنفوا البشرية إلى قسمين . أشراف وأراذل ! فهذا الفقه سار بشذوذه على امتداد المسيرة البشرية ، واستقر في النهاية داخل سلة بني إسرائيل ، فادعوا أنهم شعب الله المختار ! وأنهم أولياء الله وأحباؤه ، وباقي البشر بالنسبة لهم مجرد حيوانات آدمية تكد من أجلهم ، وتحمل على ظهورها أحجار هيكلهم ، ولقد أطاح القرآن الكريم بتصنيفهم للبشر ، وتحداهم بأن يتمنوا الموت أمام رسول الله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم . قال تعالى : ( قل يا أيها الذين لا هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ) [21] قال المفسرون : ومحصل المعنى . قل لليهود مخاطبا لهم . يا أيها الذين تهودوا ، إن كنتم اعتقدتم أنكم أولياء لله من دون الناس ، إن كنتم صادقين في دعواكم . فتمنوا الموت ، لأن الولي يحب لقاء وليه ، ومن أيقن أنه ولي لله وجبت له الجنة ، ولا حاجب بينه وبينها إلا الموت ، وعلى هذا فهو يحب الموت ويتمنى أن يحل به ، ليدخل دار الكرامة ، ويتخلص من هذه الحياة الدنية التي ما فيها إلا الهم والغم والمحنة والمصيبة . وقد علل سبحانه عدم تمنيهم الموت بما قدمت أيديهم ، وهو كناية عن الظلم والفسوق ، ومعنى الآية ( ولا يتمنونه أبدأ ) أي ولا يتمنون الموت أبدا بسبب ما قدمته أيديهم من الظلم ، فكانوا ظالمين والله عليم بالظالمين ، يعلم أنهم لا يحبون لقاءه لأنهم أعداؤه ، لا ولاية بينه وبينهم ولا محبة ، والآيتان مع معنى قوله تعالى : ( قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولن يتمنوه أبدأ بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين * [22] إن ادعاء
[21] سورة الجمعة ، الآية : 6 - 7 . [22] سورة البقرة ، الآيتان : 94 - 95 .
263
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 263