responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 242


بدقة وفي وقت قصير ، وما إن تحرك ركب بني إسرائيل خارج المنطقة حتى علم فرعون بهذا التحرك . يقول تعالى : ( فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون * وإنا لجميع حاذرون ) [202] قال المفسرون : لما علم فرعون بذلك أرسل في ( المدائن ) التي تحت سلطانه رجالا ( حاشرين ) يحشرون الناس ويجمعون الجموع . قائلين للناس : إن ( هؤلاء ) بني إسرائيل لشرذمة قليلون ( وإنهم لنا لغائظون ) يأتون من الأعمال ما يغيظوننا به ( وإنا لجميع ) مجموع متفق فيما نعزم عليه ( حاذرون ) نحذر العدو أن يغتالنا أو يمكر بنا وإن كان ضعيفا قليلا .
وبعد أن قال فرعون هذا ونقلت أبواق دعايته بلاغة هرولت الجموع الفرعونية ووقفت صفوفا وراء فرعون ، وانطلق الجميع وراء موسى وقومه يقول تعالى : ( فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم ) [203] قال المفسرون : لما كان خروجهم عن مكر إلهي . بسبب داعية الاستعلاء والاستكبار التي فيهم ، نسب سبحانه إلى نفسه أنه أخرجهم من قصورهم المشيدة وبيوتهم الرفيعة [204] وبدأ جيش الاستكبار يشق الظلام ليدخل في ظلام . وموسى عليه السلام ينطلق بقومه في اتجاه البحر . يقول تعالى : ( فأتبعوهم مشرقين * فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين ) [205] قال المفسرون : تقدمت جحافل فرعون التي فيها أهل الحل والعقد والأمراء والوزراء والكبراء والرؤساء والجنود ولحقوا ببني إسرائيل ( مشرقين ) أي داخلين في وقت شروق الشمس وطلوعها ( فلما تراءى الجمعان ) أي دنا بعضهم من بعض . فرأى كل من الجمعين الآخر ( قال أصحاب موسى ) من بني إسرائيل خائفين فزعين ( إنا لمدركون ) سيدركنا جنود فرعون . قال موسى كلا لن يدركونا ( إن معي ربي سيهدين ) والمراد بهذه المعية ، معية الحفظ والنصرة . وهي التي وعدها له ربه أول ما بعثه وأخاه إلى



[202] سورة الشعراء ، الآيات : 53 - 56 .
[203] سورة الشعراء ، الآيتان : 57 - 58 .
[204] الميزان : 277 / 15 .
[205] سورة الشعراء ، الآيات : 60 - 62 .

242

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست