نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 241
السلام ، وهم لم يتدبروا إلا لأنهم صادروا أسماعهم وأبصارهم وعقولهم وقلوبهم . صادروها لصالح فرعون وحده . فرعون الذي أوهمتهم عقيدة الشمس بأنه باب الخلود الدائم والنعيم المقيم . لقد وقف فرعون وملأه تحت مظلة الدعاء الذي دعا به موسى ، وقف يتباهى بالأنهار والحقول والذهب والجنود ، وفي محراب الإيمان جلس موسى عليه السلام يبشر المؤمنين ، وهو على أرضية اليقين بأن الله تعالى استجاب الدعوة المتضمنة لعذاب فرعون وملئه وعدم توفيقهم للإيمان حتى يروا العذاب الأليم . * 8 - يوم الغضب : بعد أن أوحى الله تعالى لموسى وهارون أن يتخذا لقومهما مساكن من البيوت في مصر ، وكانوا قبل ذلك يعيش معظمهم عيشة البدو في أماكن مختلفة . وأمرهم سبحانه أن يجعلوا بيوتهم متقابلة وفي وجهة واحدة ليسهل اتصال بعضهم ببعض ويتمشى أمر التبليغ والمشاورة والاجتماع والصلوات . بعد أن أمر سبحانه بذلك ، قام موسى وهارون عليهما السلام بتنفيذ ما أمر به الله وكان فرعون يظن أن اجتماع القوم على رقعة واحدة من الأرض في صالحه . لأنه يسهل عليه مراقبة المداخل والمخارج ويستطيع الإغارة عليهم في وقت واحد ومن جهة واحدة فيقضي عليهم جميعا ، لهذا تركهم فرعون يجتمعون ويشيدون مساكنهم ، وبعد أن ظن فرعون أن بني إسرائيل يشيدون لأنفسهم المصيدة التي فيها يهلكون ، جاء الوحي الإلهي الذي فيه هلاك فرعون وملئه . يقول تعالى : ( وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ) [200] قال المفسرون : أمرهم سبحانه بالسير ليلا ، وقوله : ( إنكم متبعون ) تعليل للأمر ، أي سر بهم ليلا ليتبعكم آل فرعون ، وفيه دلالة على أن لله في اتباعهم أمرا [201] ، وكان موسى عليه السلام يعلم بوحي من الله الاتجاه الذي يسير فيه بقومه والطرق التي يسلكها . وكان لاقتراب البيوت بعضها من بعض فائدة كبيرة ، حيث تم تنفيذ الأوامر