responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 228


في سلسلة بحوثنا عن المسيح الدجال الذي مقدر له الخروج آخر الزمان .
لقد واجه الذين آمنوا الخوف الذي غرس فرعون رموزه وأوتاده وقضبانه في كل مكان ، وأمام سيل الخوف الجارف بث موسى عليه السلام بين أتباعه الصبر ، كان فرعون يقتل الأطفال . فيروي الذين آمنوا الدماء بالدموع ، ويقدمون الحزن والآهات والدموع إلى موسى كي يشهد عليها ويرفعها في دعائه إلى الله .
2 - الاستكبار :
لم يستطع فرعون أن يواجه حجة موسى عليه السلام التي دمر بها عقيدة الشمس وفروعها ، تلك العقيدة التي قالت بأن الآلهة قد زاولوا مهمة الحكم على الأرض يوما ! ثم غادروها ليأتي بعد ذلك أبناؤهم من البشر ليحكموا أهلها . لقد دمر الأصنام التي شيدتها الأساطير أصنام ( رع ) ( أوزير ) ( آمون ) ( حور ) ( بتاح ) ( آتوم ) ( حتحور ) ( أبيس ) ( تحوت ) ذلك الطابور الذي تعد أوثانه بالآلاف . وعندما لم يستطع فرعون وفقهاؤه أن يواجهوا حجج موسى ومعجزاته القاهرة مارسوا عمليات قتل الأطفال والرجال والنساء ، ولأن عمليات القتل لم يتدخل فيها من يقهر فرعون ويجبره على الكف عنها . تطاول فرعون في هذا الميدان الخالي ، واستغل هذا الموقف أمام شعبه . فطلب منهم أن يتركوه ليقتل موسى . وليدع موسى ربه ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو يظهر في الأرض الفساد ) [152] .
قال المفسرون : ( ذروني ) أي اتركوني . خطاب يخاطب به ملأه . وفيه دلالة على أن هناك مانعا يمنعه . مانعا شخصيا وهو أنه عاجز عن ذلك . يقول الله تعالى لموسى : ( ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا ) ( 153 ) ومانعا داخليا أنه كان هناك من يشير عليه أن لا يقتل موسى ويكف عنه ، وهؤلاء جاء ذكرهم في كتاب الله كما يشير إليه قوله تعالى : ( قالوا أرجه وأخاه ) ( 154 ) فقوله : ( ذروني أقتل موسى ) كان فرعون يريد به أهدافا سياسية ، اتخذ موسى مدخلا لها . وهو وإن كان لم يظهر عجزه أمام شعبه إلا أنه تاجر بهامش



[152] سورة غافر ، الآية : 26 . ( 153 ( ) سورة القصص ، الآية : 35 . ( 154 ) سورة الشعراء ، الآية : 36 .

228

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست