نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 20
الطريق أمام العبادة الحقة . وتلاميذ إبليس على هذا الصراط هم المنافقون على امتداد التاريخ الإنساني . فالمنافق يسير على الصراط المستقيم بفقه الشعار وليس بفقه الشعور . وفقه الشعار لا يغني عنه من الله شيئا ولا يحق له أي فوز في موطئ قدم فوق الصراط المستقيم عند العرض على الله يوم القيامة . وعرقلة الطريق على الصراط المستقيم وفقا للخطة الشيطانية جاء في قول الله تعالى : ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) [17] قال المفسرون : أي لأجلسن لأجلهم على صراطك المستقيم وسبيلك السوي الذي يوصلهم إليك وينتهي بهم إلى سعادتهم . لما أن الجميع سائرون إليك سالكون لا محالة مستقيم صراطك . فالقعود على الصراط المستقيم كناية عن التزامه والترصد لعابريه ليخرجهم منه . وقوله : ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم . . . ) الآية . بيان لما يصنعه بهم . وقد كمن لهم قاعدا على الصراط المستقيم . وهو أنه يأتيهم من كل جانب من جوانبهم الأربعة . . . والمراد بما بين أيديهم : ما يستقبلهم من الحوادث أيام حياتهم . مما يتعلق به الآمال والأماني من الأمور التي تهواه النفوس وتستلذه الطباع . ومما يكرهه الإنسان ويخاف نزوله به . كالفقر يخاف منه لو أنفق المال في سبيل الله . أو ذم الناس ولومهم لو ورد سبيلا من سبل الخير والثواب . والمراد بخلفهم : ناحية الأولاد والأعقاب . فللإنسان فيمن يخلفه بعده من الأولاد . أمال وأماني ومخاوف ومكاره . فإنه يخيل إليه . أنه يبقى ببقائهم . فيجمع المال من حلاله وحرامه لأجلهم . ويعد لهم ما استطاع من قوة فيهلك نفسه في سبيل حياتهم والمراد باليمين : وهو الجانب القوي الميمون من الإنسان ناحية سعادتهم وهو الدين . وإتيانه من جانب اليمين أن يزين لهم المبالغة في بعض الأمور الدينية ، والتكلف بما لم يأمرهم به الله . وهو الذي يسميه الله تعالى باتباع خطوات الشيطان . والمراد بالشمال : خلاف اليمين . وإتيانه منه أن يزين لهم الفحشاء والمنكر ويدعوهم إلى ارتكاب المعاصي واقتراف الذنوب واتباع الأهواء [18] .