نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 198
به في الماضي لتسري ذكراه مع كل حاضر . وعندما يأتي الزمان المقدر له ، يواجه أتباع الشيطان . الذين قذفوا بأوراق الشذوذ وثقافة الانحراف على امتداد الأيام ، من أجل إيجاد أجيال لهم في المستقبل تعتنق الشذوذ وتدافع عن الانحراف . ففي الوقت الذي كان أتباع الشيطان يمهدون بثقافة ابن الإله التي ركب عليها فرعون موسى . . كان يوسف عليه السلام يبشر بموسى الذي سيواجه قمة الإنتاج الفرعوني . فعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( لما حضرت يوسف الوفاة جمع شيعته وأهل بيته ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ثم أخذ يحدثهم بشدة تنالهم ، يقتل فيها الرجال وتشق فيها بطون الحبالى وتذبح الأطفال ، حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب ، وهو رجل أسمر طويل . ثم وصفه لهم بنعته . . . ) [53] . وظل بنو إسرائيل يتعاهدون هذه الوصية ، وعندما طال الأمد . . استطالوا على الناس وعملوا بالمعاصي ، ووافق خيارهم شرارهم فسلط الله عليهم القبط يعذبونهم ( 4 ) . وفي زمان فرعون موسى تفنن في تعذيبهم وكان يستعبدهم وصنفهم في أعماله : فصنف يبنون ، وصنف يحرثون ويزرعون ويغرسون ، وصنف يتولون الأعمال القذرة ( 55 ) وليس معنى ذلك أن وصية يوسف بموسى قد ذهبت أدراج الرياح ، فمن بين بني إسرائيل من كان يحفظها عن ظهر قلب ، ويورثها لأبنائه جيلا بعد جيل . وقد أثبتنا في كتابنا تاريخ الجوع والخوف في مصر ، أن انطلاقة أخناتون كان فيها أثر من تعاليم يوسف ومن قبله إبراهيم عليهما السلام . فأخناتون كان باحثا عن الحقيقة وكانت لا تربطه أي علاقة بأي وجه من وجوه الفرعونية المستكبرة المفسدة فبنو إسرائيل كانوا يحتفظون بالوصية ، وكان من بين المصريين من عشقها حتى اختلطت بلحمه ودمه كأخناتون وامرأة فرعون ومؤمن آل فرعون ، وعندما شاع أمر هذه الوصية في عهد فرعون موسى ، تاجر بها كهان الدجل ، فنصبوا أنفسهم في مقام العالمين بأخبار الغيب . وهم لا يرون أبعد من آنافهم ، وعندما رأى فرعون في منامه أن نارا قد أقبلت من بيت المقدس حتى دخلت بيوت مصر فأحرقتها وأحرقت القبط ولم تمس بني إسرائيل ، قال له
[53] كتاب الأنباء : 264 . ( 54 ) كتاب الأنباء : 265 . ( 55 ) كتاب الأنباء : 266 .
198
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 198