نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 197
إن الإمام لم يكن رشيدا ، ولكنهم اتبعوه لأن هواه يوافق أهواءهم : ( وما أمر فرعون برشيد * يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود * وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) [50] قال المفسرون : ( فاتبعوا أمر فرعون ) الظاهر أن المراد بالأمر . ما هو أعم من القول والفعل ، كما قال سبحانه عن فرعون في قوله : ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) [51] فينطبق على السنة والطريقة التي كان يتخذها ويأمر بها وكأن الآية محاذاة لقول فرعون هذا ، فكذبه الله تعالى بقوله : ( وما أمر فرعون برشيد ) والرشيد : فعيل من الرشد خلاف الغي ، أي : وما أمر فرعون بذي رشد حتى يهدي إلى الحق ، بل كان ذا غي وجهالة [52] . لقد كان فرعون إمام ضلال : ( يقدم قومه يوم القيامة ) وكان فرعون وقومه : ( أئمة يدعون إلى النار ) فعلى القمة وعلى القاعدة أئمة يدعون إلى النار . إن الآمر جريمة والمنفذ جريمة . ولما كانت الفرعونية خطرا على الجنس البشري ، ضرب الله تعالى رأسها ليكون في ضرب الرأس عبرة لمن خلفه سواء أكان في القمة أو في القاع . تماما كما ضرب سبحانه عادا وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ، فكل قوم من هؤلاء نسج خيامه من الشذوذ وأقامها في معسكر الانحراف ليصد عن سبيل الله ، فجعلهم الله عبرة ، لأنه تعالى الرحمن الرحيم بعباده الذين في بطن الغيب ، فاستئصال الذين ظلموا . . يكون أمام أبناء المستقبل دليل ليحذروا من الوقوع فيما وقع فيه أبناء الماضي . واستئصال الذين ظلموا في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل هو لأتباع الصراط المستقيم . في كل زمان ومكان دعوة للتمسك بالهدى لأن النجاة والفوز في رحابه . * 2 - مولود على أرض الفراعنة : إن الله تعالى رحيم مع كل جيل ، وهو سبحانه يعلم ماذا يضمر الشيطان وأتباعه للصد عن سبيل الله . لهذا يقذف الله بالحق في كل مكان وزمان . ويقذف