نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 15
ربك ( من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ) فما من أحد منهم إلا استقل من غيره وتميز منه . فاجتمعوا هناك جميعا . وهم فرادى . فأراهم ذواتهم المتعلقة بربهم ( وأشهدهم على أنفسهم ) فلم يحتجبوا عنه . وعاينوا أنه ربهم كما أن كل شئ بفطرته يجد ربه من نفسه من غير أن يحتجب عنه . ( ألست بربكم ) وهو خطاب حقيقي لهم . لا بيان حال . وتكليم إلهي لهم فإنهم يفهمون مما يشاهدون . أن الله سبحانه يريد به منهم الاعتراف وإعطاء الموثق . وقوله : ( أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) الخطاب للمخاطبين بقوله : ( ألست بربكم ) القائلين ( بلى شهدنا ) فهم هناك يعاينون الإشهاد والتكليم من الله . والتكلم بالاعتراف من أنفسهم . وإن كانوا في نشأة الدنيا على غفلة مما عدا المعرفة بالاستدلال . ثم إذا كان يوم البعث وانطوى بساط الدنيا . وانمحت هذه الشواغل والحجب عادوا إلى مشاهدتهم ومعاينتهم . وذكروا ما جرى بينهم وبين ربهم [7] . والمراد أنا أخذنا ذريتهم من ظهورهم . وأشهدناهم على أنفسهم . فاعترفوا بربوبيتنا . فتمت لنا الحجة عليهم يوم القيامة . ولو لم نفعل هذا . ولم نشهد كل فرد منهم على نفسه بعد أخذه . فإن كنا أهملنا الإشهاد من رأس . فلم يشهد أحد أن الله ربه . ولم يعلم ربه . لأقاموا جميعا الحجة علينا يوم القيامة بأنهم كانوا غافلين في الدنيا عن ربوبيتنا . ولا تكليف على غافل ولا مؤاخذة . وإن كنا لم نهمل أمر الإشهاد من رأس . وأشهدنا بعضهم على أنفسهم دون بعض بأن أشهدنا الآباء على هذا الأمر الهام العظيم دون ذرياتهم . ثم أشرك الجميع . كان شرك الآباء شركا على علم بأن الله هو الرب لا رب غيره . فكانت معصية منهم . وأما الذرية فإنما كان شركهم بمجرد التقليد فيما لا سبيل لهم إلى العلم به لا إجمالا ولا تفصيلا . ومتابعة عملية محضة لآبائهم . فكان آباؤهم هم المشركون بالله العاصون في شركهم لعلمهم بحقيقة الأمر . وقد قادوا ذريتهم الضعاف في سبيل شركهم بتربيتهم عليه وتلقينهم ذلك . ولا سبيل لهم إلى العلم بحقيقة الأمر وإدراك ضلال آبائهم وإضلالهم إياهم . فكانت الحجة لهؤلاء الذرية على الله يوم القيامة . لأن الذين أشركوا وعصوا بذلك وأبطلوا الحق هم الآباء . فهم المستحقين للمؤاخذة . والفعل فعلهم . وأما الذرية فلم يعرفوا حقا حتى
[7] تفسير الميزان ، السيد الطباطبائي ط . مؤسسة الأعلمي بيروت : ص 322 / 8 .
15
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 15