نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 122
كانوا يكسبون ) [94] لقد جرى عليهم العذاب وفق ما يأذن به الله . وبينما كانت الدمدمة تحيط بهم من كل جانب . كان صالح عليه السلام ومن معه لا يخافون ، لأنهم في رحاب الرحمة وداخل دائرة الأمن التي لا يشملها الغضب الإلهي ( وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا قي ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود ) [95] ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ) وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ) [96] . وذهبت ثمود . بعد أن جعلها الله عبرة لكل من يعرض عن آيات الله . لقد كانت الناقة بينهم وتعيش على أرضهم وتنفعهم ولا تضرهم . ولكن قلوب الحجر التي في الصدور أعرضت عن آيات الله . فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون إن وجود آية بين الناس حجة بالغة . وقتل هذه الآية جريمة من أعظم الجرائم يترتب عليها فتح أبواب الفتن وأبواب العقاب . لقد ذهبت ثمود ومن بعدها جاءت أمم أخذت منها سلاحها وأقوالها وأفعالها . ثم قامت بتطوير هذه الأدوات وهذه الثقافات وفقا للعصور التي ابتليت بهم . وقامت هذه الأمم ببناء أكثر من جرف صخري وراء جدر النفس من أجل الصد عن سبيل الله ، ولكن تحت السماء لا يفر الظالمون . . واللسان والقلم في كل عصر مستعدان دوما لأن يحكيان القصة الأخيرة عند المحطة الأخيرة لهذه الأمم . لأن سقوط الباطل علامة من علامات الحق . فالباطل طارئ لا أصالة له في الوجود . والباطل مطارد من الله . ولا بقاء لشئ يطارده الله . إن الباطل مهزوم مهزوم . ولن تبقى إلا آثاره التي تفوح بالأبخرة النتنة الكريهة تلك الأبخرة التي أنتجها الضمير الآثم على مر العصور .
[94] سورة الحجر ، الآيات : 82 - 84 . [95] سورة هود ، الآيتان : 67 - 68 . [96] سورة النمل ، الآيتان : 52 - 53 .
122
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 122