نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 108
بالصراط المستقيم وفقهه وبأنبياء الله ورسله ، وتمرغوا لأصنامهم ولأهوائهم في التراب ، بعد أن كبر عليهم أن يصبحوا من رعايا الصراط المستقيم تحت قيادة صالح عليه السلام ، الذي كان في منتهى الحزن من أجلهم لأنهم قومه وقبيلته وعشيرته ، ولو أطاعوا ربهم لأصبحوا أحباءه . وبعد المفاصلة بين الإيمان والكفر ، بدأ أسلوب العصي الغليظة ، وفي عالم العصي الغليظة تصبح الرحمة شذوذا . وبدأ أسلوب التشهير والتجريح والتحقير ، وتحت ثقافة من هذا النوع تفقد الإنسانية إنسانيتها ! لأنها فقدت غايتها ، وبدأ فريق الاستكبار يقوم بتوسيع دائرة تشكيكه . ولم يجد هذا الفريق ورقة يلعب بها غير ورقة التشاؤم ، فأظهروا ضيقهم بصالح وبالذين معه ، تحت عنوان أنهم يرونهم شؤما عليهم ، ويتوقعون الشر من ورائهم . يقول تعالى : ( ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون * قال يقوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون * قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون ) [50] يقول المفسرون : لقد طرح صالح عليه السلام دعوته في حقيقة واحدة ( أن اعبدوا الله ) فكانت النتيجة ظهور فريقان . فريق مؤمن وفريق كافر [51] فأما الفريق الكافر فلقد استثمر مشاكله التي جاءت نتيجة لأفعاله في الصد عن سبيل الله ، وذلك عندما دعاهم صالح عليه السلام بأن يستغفروا الله لعله سبحانه أن يرحمهم . فقالوا له : ( اطيرنا بك وبمن معك ) ( أي ما رأينا على وجهك ووجوه من اتبعك خيرا ) لقد تشاءمنا بك وبمن معك ممن آمن بك ، وبما أن قيامك بالدعوة وإيمانهم بك ، قارن ما ابتلينا به من المحن والبلايا ! فلن نؤمن بك ولن نستغفر [52] ! إنهم يشككون في صالح وأتباعه مستغلين أوضاعهم الاقتصادية في هذا التشكيك . أي يستثمرون مشاكلهم في الصد عن سبيل الله ، طامعين أن يعود عليهم هذا الاستثمار بالنصر المظفر على صالح عليه السلام والذين آمنوا معه ( ألا بعدا لثمود ) إن منطق التشكيك باستثمار المشاكل منطق غير سليم لأنه