نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 107
الانحراف ومديري أجهزة الصد عن سبيل الله ، ومن هذه الفئات جميعا تكون حزبين ، أو فريقين : فريق مؤمن ، وفريق استحب العمى على الهدى ، وقام الفريق الثاني فريق الكفر باقتحام الساحة بشذوذه معلنا حملات التشكيك في رسالة صالح عليه السلام والناقة أمام عيونهم في الطرقات . وبدأ معسكر الباطل في العدوان يقول تعالى في تحركهم : ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه ؟ قالوا : إنا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون ) [48] . لقد وقف الاستكبار أمام رقعة الاستضعاف . ووجه حديثه إلى الذين آمنوا بصالح . كي تصل رسالة الاستكبار بطريق غير مباشر إلى جموع المستضعفين في ثمود ، وكانوا في الغالب الأعم يلجأون إلى صالح ويسمعون منه ، ولقد دل سبحانه بيان قوله : ( للذين استضعفوا ) بقوله : ( لمن آمن منهم ) على أن المستضعفين هم المؤمنون ، وأن المؤمنين إنما كانوا من المستضعفين ، ولم يكن يؤمن به أحد من المستكبرين [49] فأمام رقعة الاستضعاف وقف الذين استكبروا وطرحوا على المستضعفين سؤالا ( أتعلمون أن صالحا مرسلا من ربه ؟ ) إنه سؤال التشكيك بعد أن طال الأمد إلى حد ما وأصبحت معجزة الناقة تخضع للتراث ، إن شاؤوا أضافوا إليه أساطير التشويه ، وإن شاؤوا تركوه على حاله ولتفعل الأموال ما تريد فإن لم يكن فالسياط ، وأمام السؤال كان الجواب ( قالوا : إنا بما أرسل به مؤمنون ) إنه جواب الثقة بالنفس . جواب من لا يخاف التهديد والتخويف . لقد أعلنوا الإيمان بما أرسل به ، وما أرسل به لا يخضع لأساطير التشويه لأنهم على يقين من أمرهم . ولا يهتز أمام السخرية والاستنكار ، لأنه راسخ في أعماق الفطرة وأعماق الوجود ، ولا يخاف من سياسات التجويع والتخويف ، لأن من عرف الحق لا يجوع ومن تمسك بالصبر لا يخاف . وأمام هذا المشهد ألقى الاستكبار بورقته التي تحمل شهوة الملك ( قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون ) لم تعد القضية قضية الناقة ، لقد كفروا