نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 74
أسلمنا ، فقالوا : صبأنا صبأنا ، فجعل خالد يقتل ويأسر ، ودفع إلى كل رجل منا أسيره ، فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره ، فقلت : والله لا أقتل أسيري ، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره ، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد مرتين [1] . ولعل سيدنا ومولانا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أدرك أن فعل خالد هذا ، لم يكن من الإسلام ، ولعله رأى أنه بقية من بقايا الجاهلية ، ومن ثم فقد أسرع إلى رأب الصدع ، ومداواة القلوب بالديات ، روى ابن إسحاق بسنده عن الإمام محمد الباقر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دعا علي بن أبي طالب ، رضوان الله عليه ، فقال : يا علي ، أخرج إلى هؤلاء القوم ، فانظر في أمرهم ، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك ، فخرج علي ، حتى جاءهم ، ومعه مال قد بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فودى لهم الدماء ، وما أصيب لهم من الأموال ، حتى أنه ليدي لهم ميلغة الكلب ، حتى إذا لم يبق شئ من دم ولا مال ، إلا وداه ، بقيت معه بقية من المال ، فقال لهم علي ، رضوان الله عليه ، حين فرغ منهم ، هل بقي لكم بقية من دم أو مال ، لم يود لكم ؟ قالوا : لا ، قال : فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال ، احتياطا " لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، مما يعلم ولا تعلمون ، ففعل ، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره الخبر ، فقال : أصبت وأحسنت ، قال : ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستقبل القبلة قائما " ، شاهرا " يديه ، حتى إنه ليرى مما تحت منكبيه ، يقول : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات [2] .
[1] صحيح البخاري 9 / 91 - 92 . [2] سيرة ابن هشام 4 / 326 ، مغازي الواقدي 3 / 875 - 884 ( تحقيق مارسدن جونس - عالم الكتب - بيروت 1404 ه / 1984 ) . ابن قيم الجوزية : زاد المعاد في هدى خير العباد 3 / 415 - 416 ( تحقيق شعيب وعبد القادر الأرناؤوط - ط مؤسسة الرسالة - بيروت 1405 ه / 1985 م ) ، ابن سعد : الطبقات الكبرى 2 / 110 ( دار التحرير - القاهرة 1968 ) ، محمد أبو زهرة : خاتم النبيين 2 / 1018 - 1021 ( دار الفكر العربي .
74
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 74