نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 73
وهناك النجدة والكفاية ، ذلك لأن الغرض الأعظم من الإمامة ، إنما هو جمع شتات الرأي ، واستتباع رجل . . . فإن معظم الخبال والاختلال يتطرق إلى الأحوال من اضطراب الآراء ، فإذا لم يكن الناس مجمعين على رأي واحد ، لم ينتظم تدبير ، ولم يستتب من إيالة الملك قليل ولا كثير . . . . وإذا تبين الغرض من نصب الإمام ، لاح أن المقصود لا يحصل ، إلا بذي كفاية ودراية ، وهداية إلى الأمور ، واستقلال بالمهمات ، وجر الجيوش ، على ترك الرقة والإشفاق ، ثم لا يكفي أن يسمى كافيا " ، فرب مستقل بأمر قريب ، لا يستقل بأمر فوقه ، فلتعتبر مقاصد الإمامة ، وليشترط استقلال الإمام بها ، فهذا معنى النجدة والكفاية [1] . وسئل الإمام أحمد بن حنبل ( 164 - 240 ه / 780 - 805 م ) عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو ، وأحدهما قوي فاجر ، والآخر صالح ضعيف ، مع أيهما يغزي ؟ فقال : أما الفاجر القوي ، فقوته للمسلمين ، وفجوره على نفسه ، وأما الصالح الضعيف ، فصلاحه لنفسه ، وضعفه على المسلمين ، فيغزي مع القوي الفاجر . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر - وروي : بأقوام لا خلاق لهم ، فإذا لم يكن فاجرا " ، كان أولى بإمارة الحرب ، ممن هو أصلح منه في الدين ، إذا لم يسد مسده ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل خالد بن الوليد على الحرب منذ أسلم ، وقال : إن خالدا " سيف سله الله على المشركين ، مع أنه كان قد يعمل ما ينكره النبي صلى الله عليه وسلم [2] . وروى البخاري في صحيحه بسنده عن الزهري عن سالم عن أبيه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ، فلم يحسنوا أن يقولوا :
[1] الجويني : الغياثي ص 88 - 91 . [2] ابن تيمية : السياسة الشرعية ص 18 - 19 .
73
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 73