نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 426
الإسلام ، فقد هاجر إليها كثيرون من علماء الإسلام الذين كانوا يتشيعون ، فرارا " بعقيدتهم من الأمويين أولا " ، ثم العباسيين ثانيا " ، وأن التشيع كان منتشرا " في هذه البلاد انتشارا " عظيما " قبل سقوط الدولة الأموية ( عام 132 ه / 750 م ) بفرار أتباع الإمام زيد بن علي زين العابدين ، ومن قبله إليها ، ولذلك وجدت الدعوة الشيعية التي انتحلها دعاة العباسيين رواجا " عظيما " فيها ، ومنهم نبتت قوة الدولة ، وقادة الحرب ، التي أدال الله تعالى بهم من حكم الأمويين ، ومسلم الخراساني ، هو القائد المظفر الذي أسلم صولجان الحكم إلى العباسيين ، قد كان فيه تشيع لآل علي ، كرم الله وجهه ، ولعله من أجل ذلك وغيره قتله المنصور الذي كان يتغدى بمن يخافه قبل أن يتعشاه ، وقد كثر التشيع في إيران في مصر ملوك الدولة الصفوية وفي الجملة ، فلقد كثر التشيع في بلاد خراسان وما وراءها ، وخصوصا " عندما جاء إليها الإمام علي الرضا مع الخليفة المأمون ( 198 - 218 ه / 813 - 833 م ) ، والإمام الرضا هو أحد الأئمة الاثني عشر ، الذين يدين بإمامته الإثنا عشرية ، فقد مات في هذه الرحلة ، ودفن وقبره بطوس ( مشهد الحالية ) ، ولذا كانت هذه المدينة شيعية ، تقصدها طوائف الاثني عشرية لزيارة قبر الإمام الرضا [1] . وهكذا فإن الذي اجتذب الفرس وغير الفرس إلى التشيع إنما هو الإسلام الصحيح ، وحب الرسول وآله ، واستشهاد الأخيار في سبيله ، وملاءمته للحياة ، ومناصرته للضعفاء والمضطهدين ، لقد كان الفرس - منذ عهد الصفوين وإلى اليوم - من أقوى الدعائم الشيعية ، ومذهب التشيع ، وهذا هو السر الذي بعث خصوم الشيعة ، على أن يصوروا الفرس ، وكأنهم أعدى أعداء الإسلام ، مع أنه لولا الفرس لم يكن للمسلمين هذا العدد الضخم من العلماء الذين تفاخر بهم
[1] محمد أبو زهرة : الإمام الصادق - حياته وعصره - آراؤه وفقهه ص 545 ( ط - دار الفكر العربي - القاهرة ) .
426
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 426