نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 404
هذا ولم تنقض سنتان على مذبحة كربلاء ، حتى كانت المدينة المنورة - أي في أخريات عام 63 ه ( 682 م ) - في ثورة حنق جارف ، يقتل السدود ، ويخترق الحدود ، لأن اللئام من بني أمية حملوا إليها خبر مقتل الإمام الحسين ، محمل التشهير والشماتة ، وضحك واليهم عمرو بن سعيد ، حين سمع أصوات البكاء والصراخ من بيوت آل النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت بنت عقيل بن أبي طالب ، تخرج في نسائها ، حاسرة وتنشد : ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي * منهم أسارى ومنهم درجوا بدم ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم فكان الأمويون يجيبون بمثل تلك الشماتة ، ويقولون ناعية كناعية عثمان ، وبدهي أنه لا موضع للشماتة بالإمام الحسين ، ذلك لأنه إنما قد أصيب - وكذا أخوه الإمام الحسن - وهما يذودان عنه ويجتهدان في سقيه ، وسقي آل بيته ، ولكنها شماتة هوجاء ، لا تعقل ما تصنع ولا ما تقول ، وكان أبوهما الإمام علي أمرهما أن اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان ، ولا تدعا أحد يصل إليه ، وحين قتل الخليفة المظلوم ، ثار عليهما ، ولطم الحسن ، وضرب الحسين ، بينما كان هذا الوالي السفيه حيث يعلم الله [1] . وسرعان ما حدثت وقعة الحرة في يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين ( 28 سبتمبر 682 م ) فقتل فيها خلق كثير ، واستبيحت مدينة الرسول ثلاثة أيام ، وأوقع مسلم بن عقبة المري وجيشه من جنود الشام - والمكون من عشرة آلاف فارس ، وقيل اثنا عشر ألفا " ، أو خمسة عشر ألف
[1] تاريخ الطبري 5 / 466 - 467 ، ابن الأثير : الكامل في التاريخ 4 / 88 - 89 ، ابن كثير : البداية والنهاية 8 / 214 .
404
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 404