responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 381


الطبري وأصحابه فيما ذهبوا إليه ، إلا أن المحدثين وأصحاب الجدل ينفردون من دون الطبري وأصحابه بشئ آخر ، فيزعمون أن ابن السوداء وأتباعه ألهوا عليا " ، وأن عليا " حرقهم بالنار .
ولكنك تبحث عن هذا في كتب التاريخ فلا تجد له ذكرا " ، فلسنا نعرف في أي عام من أعوام الخلافة القصيرة التي وليها الإمام علي كانت فتنة هؤلاء الغلاة ، وليس تحريق جماعة من الناس بالنار ، في الصدر الأول للإسلام ، وبين جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن صلحاء المسلمين ، بالشئ الذي يغفل عنه المؤرخون فلا يذكرونه ولا يوقتونه ، وإنما يهملونه إهمالا " تاما " .
وكل ما رواه المؤرخون هو ما ذكره البلاذري في حديث قصير وقع إليه ، من أن قوما " ارتدوا بالكوفة فقتلهم الإمام علي ، وحكم الإسلام فيمن ارتدوا معروف ، وهو أن يستتاب ، فإن تاب حقن دمه ، وإن لم يتب قتل ، فلا غرابة إذا " في أن يقتل الإمام علي نفرا " ارتدوا ، ولم يتوبوا - إن صح هذا الخبر - وإن كان البلاذري لم يسم أحدا " ، ولم يوقت لهذه الحادثة وقتا " ، وإنما رواها مطلقة إطلاق من لا يطمئن إليها [1] .
على أن الأستاذ الدكتور أحمد صبحي إنما يذهب إلى أن مبالغة المؤرخين وكتاب الفرق في حقيقة الدور الذي قام به ابن سبأ إنما يرجع إلى سبب آخر - غير ما ذهب إليه الدكتور طه حسين - فلقد حدثت في الإسلام أحداث سياسية ضخمة - كمقتل عثمان ، ثم حرب الجمل - وقد شارك فيها كبار الصحابة وزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكلهم يتفرقون ويتحاربون ، وكل هذه الأحداث تصدم وجدان المسلم المتتبع لتاريخه السياسي ، أن يبتلي ، تاريخ الإسلام هذه الابتلاءات ، ويشارك فيها كبار الصحابة ، الذين حاربوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشاركوا في وضع أسس الإسلام ، كان لا بد أن تلقى مسؤولية هذه الأحداث على كاهل أحد .



[1] طه حسين : المرجع السابق ص 93 .

381

نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست