نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 377
التحقيق الحديث قد أظهر أن هذا استباق للحوادث ، وأنه صورة مثل بها في الماضي ، وتخيلها محدثو القرن الثاني للهجرة ، من أحوالهم وأفكارهم السائدة حينئذ ، هذا وقد أظهر فلهاوزن وفريد ليندر ، بعد دراسة للمصادر ، دراسة نقدية ، أن المؤامرة والدعوة المنسوبتين إلى ابن سبأ من اختلاق المتأخرين . هذا وقد بين كيتاني أن مؤامرة مثل هذه ، وبهذا التفكير ، وهذا التنظيم ، لا يمكن أن يتصورها العالم العربي المعروف عام 35 ه ، بنظامه القبلي القائم على سلطان الأبوة ، وأنها تعكس أحوال العصر العباسي الأول بجلاء ، فلقد اقتضى قتل الإمام علي ، واستشهاد الإمام الحسين بن علي وآل بيته وأنصاره في كربلاء ، بصورة لم يشهدها التاريخ من قبل ، حدوث تبدل اجتماعي كبير ، قبل أن يمكن ظهور التشيع الثوري ذي الصبغة المهدوية [1] . ولعل كل هذا إنما دعا بعض العلماء - من الشيعة والسنة - إلى إنكار وجود عبد الله بن سبأ - كحقيقة تاريخية ، يقول الأستاذ الدكتور طه حسين : الغريب أن هؤلاء المؤرخين قد نسوا ابن سبأ والسبئية نسيانا " تاما " ، أو أهملوها إهمالا " كاملا " ، حين رووا حرب صفين ، فابن السوداء لم يخرج مع الإمام علي إلى الشام ، وأصحاب ابن السوداء خرجوا معه ، ولكنهم كانوا أنصح له ، وأوفى الناس بعهده ، وأطوع الناس لأمره ، لم يأتمروا ولم يسعوا إلى الفساد بين الخصمين ، وإنما سمعوا وأطاعوا ، وأخلصوا الإخلاص كله ، حتى إذا رفعت المصاحف خرج بعضهم مع الحكمة الذين أنكروا الصحيفة وما فيها ، كحرقوص بن زهير ، وأقام بعضهم على طاعة الإمام علي ، وإن أنكر الصحيفة وكره الحكومة كالأشتر . وأقل ما يدل عليه إعراض المؤرخين عن السبئية ، وعن ابن السوداء في حرب صفين ، أن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء ، إنما كان متكلفا " منحولا " ،
[1] أحمد صبحي : المرجع السابق ص 37 - 38 ، وانظر : برنارد لويس : أصول الإسماعيلية ، تعريب خليل جلو وجاسم الرجب ص 86 - 87 .
377
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 377