نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 302
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذات يوم ، وأنا عنده في نفر يقول : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين ، قال : فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية ، فلم يبق منهم غيري ، وقد أصبحت بالفلاة أموت ، فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول لك ، فإني والله ما كذبت ولا كذبت ، قالت : وأنى ذلك وقد انقطع الحاج ؟ قال : راقبي الطريق ، فبينا هي كذلك . إذا هي بالقوم تجد بهم راحلتهم كأنهم الرخم ، فأقبل القوم حتى وقفوا عليها ، قالوا : ما لك ؟ قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه وتؤجرون فيه ، قالوا : ومن هو ؟ قالت : أبو ذر ، ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ، ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه ، فقال : أبشروا أنتم النفر ، الذين قال فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما قال ، أبشروا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من أمر أين من المسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسباه وصبرا ، فيريان النار أبدا " ، ثم قال : قد أصبحت اليوم حيث ترون ، ولو أن ثوبا " من ثيابي يسعني ، لم أكفن إلا فيه ، أنشدكم الله ألا يكفني رجل منكم كان أميرا " أو عريفا " أو بريدا " ، فكل القوم كان نال من ذلك شيئا " ، إلا فتى من الأنصار كان مع القوم قال : أنا صاحبك ، ثوبان في عيبتي ، من غزل أمي ، وأحد ثوبي هذين اللذين علي ، قال : أنت صاحبي فلفني [1] . وروى ابن الأثير في الكامل ، قال أبو ذر لابنته : استشرقي يا بنية هل ترين أحدا " ؟ قالت : لا ، فما جاءت ساعتي بعد ، ثم أمرها فذبحت شاة ثم طبختها ، ثم قال : إذا جاءك الذين يدفنوني ، فإنه سيشهدني قوم صالحون ، فقولي لهم : يقسم عليكم أبو ذر أن لا تركبوا حتى تأكلوا ، فلما نضجت قدرها قال لها : أنظري هل ترين أحدا " ؟ قالت : نعم هؤلاء ركب ، قال : استقبلي بي
[1] طبقات ابن سعد 4 / 171 - 172 ، وانظر روايات أخرى ( 4 / 173 ) ، ابن الأثير : الكامل في التاريخ 3 / 133 .
302
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 302