نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 296
هذا ويضيف الأستاذ الدكتور الشيبي إلى ذلك دليلا " جديدا " ، ذلك أن الإمام الطبري في تطرقه لحرب الجمل قد عرض لأنصار علي فيها ، فكان إذا عدهم وذكر اسم عمار في جملتهم ، أغفل ذكر ابن السوداء ، وإذا ذكر ابن السوداء تحاشى اسم عمار ، مما يرجح أن الرجلين إنما هما شخص واحد . وهكذا نخرج من هذا الاستطراد بأن عمار بن ياسر ، إنما كان ثائرا " على عثمان ، وأنه استطاع أن يحقق ما صبا إليه من إعادة الإسلام إلى قالبه الأصيل ، وإرجاع الأمر إلى علي ، بحسب وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عمار يؤمن بها ، وجلية الأمر في معارضة عمار لعثمان أنه كان يرى بأن الإسلام قد جاء لإزالة الفروق بين الطبقات ، وبمعنى آخر لنشر العدالة الاجتماعية ، فضلا " عن الإصلاح الروحي والعقلي . وقد طبق أبو بكر وعمر خطة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فرأينا عمارا " ساكتا " عن معارضتهما - مع علي وأبي ذر وغيرهما من المتمسكين بجوهر الإسلام - وقد أتاحت هذه العدالة والمساواة للعبيد السابقين والمستضعفين أن يرتفعوا - بإخلاصهم وإيمانهم - إلى المراكز العليا في الإسلام ، فكان سلمان أميرا " على المدائن ، وعمار أمير الحرب في الكوفة ، وكان غيرهما في مثل مركزهما . هذا وقد استعمل عمر بن الخطاب عمارا " على الكوفة ، وكتب إلى أهلها : أما بعد ، فإني قد بعثت إليكم عمارا " أميرا " ، وعبد الله بن مسعود وزيرا " ومعلما " ، وهما من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . ولما عزله عمر قال له : أساءك العزل ، قال : والله لقد سائتني الولاية ، وساءني العزل [1] . ويروي ابن سعد وغيره : قال عمر لعمار : أساءك عزلنا إياك ؟ قال : لئن