نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 261
يقول : وما أورده أهل الحديث من أخبار المهدي قد استوفيناه قدر طاقتنا ، والحق الذي ينبغي أن يتقرر لديك : أنه لا تتم دعوة في الدين والملك ، إلا بوجود شوكة عصبية ، تظهره وتدافع عنه من يدفعه ، حتى يتم أمر الله فيه . وقد قررنا ذلك بالبراهين القطعية ، وعصبية الفاطميين - بل وقريش أجمع - قد تلاشت من جميع الآفاق ، ووجد أمم آخرون قد استعلت عصبيتهم على عصبية قريش ، إلا ما بقي بالحجاز في مكة وينبع بالمدينة من الطالبين ، من بني الحسن وبني الحسين وبني جعفر ، وهم منتشرون في تلك البلاد ، وغالبون عليها ، وهم عصائب بدوية متفرقون في مواطنهم وإماراتهم وآرائهم يبلغون الآفاق من الكثرة ، فإن صح ظهور هذا المهدي ، فلا وجه لظهور دعوته ، إلا بأن يكون منهم ، ويؤلف الله بين قلوبهم في اتباعه ، حتى تتم له شوكة وعصبية وافية ، بإظهار كلمته وحمل الناس عليها . وأما على غير هذا الوجه ، مثل أن يدعو فاطمي منهم إلى مثل هذا الأمر في أفق من الآفاق من غير عصبية ولا شوكة ، إلا مجرد نسبة في أهل البيت ، فلا يتم ذلك ، ولا يمكن ، لما أسلفناه من البراهين الصحيحة [1] . وفي العصر الحديث نرى الأستاذ أحمد أمين في ضحى الإسلام ، والنشاشيبي في الإسلام الصحيح ، يعدون أحاديث المهدي من الأساطير ، كما عده سعد محمد حسن أثرا " من آثار الشيعة ، التي تسربت إلى أهل السنة ، وعملت العقلية السنية فيها بالصقل والتهذيب . غير أن موقف هؤلاء الباحثين ، إنما هو قائم على الزمن من ناحية ، حيث مر أربعة عشر قرنا " على ظهور الإسلام ، وعلى التفكير الوضعي الحديث ، الذي ينكر الحكم الثيوقراطي ( الديني ) من أساسه ، من ناحية أخرى ، غير أن هذا لا ينفي أنها كانت ، وربما لا تزال ، عقيدة في قلوب الكثيرين ، وأنه في عهود الظلم