نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 246
والتعهد لما يصلحهم ، وحق الرعية لازمة ، وحق عليك أن تحوطهم بالنصيحة ، وإني سمعت عبد الرحمن بن سمرة القرشي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من استرعى رعية فلم يحطها بالنصيحة ، حرم الله عليه الجنة . ويقول : إني ربما قبضت من عطائهم ، إرادة صلاحهم واستصلاحهم ، وأن يرجعوا إلى طاعتهم فيبلغ أمير المؤمنين أني قبضتها على ذلك النحو ، فيكتب إلي أن لا ترده ، فلا أستطيع رد أمره ، ولا أستطيع إنفاذ كتابه ، وحق الله ألزم من حق أمير المؤمنين ، والله أحق أن يطاع ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فاعرض كتاب أمير المؤمنين على كتاب الله عز وجل ، فإن وجدته موافقا " لكتاب الله فخذ به ، وإن وجدته مخالفا " لكتاب الله فانبذه . يا ابن هبيرة : إتق الله ، فإنه يوشك أن يأتيك رسول من رب العالمين ، يزيلك عن سريرك ، ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، فدع سلطانك ودنياك خلف ظهرك ، وتقدم على ربك ، وتنزل على عملك . يا ابن هبيرة : إن الله ليمنعك من يزيد ، وإن يزيد لا يمنعك من الله ، وإن أمر الله فوق كل أمر ، وإنه لا طاعة في معصية الله ، وإني أحذرك بأسه ، الذي لا يرد عن القوم المجرمين . فقال ابن هبيرة : إرجع عن ظلمك أيها الشيخ ، وأعرض عن ذكر أمير المؤمنين ، فإن أمير المؤمنين صاحب العلم ، وصاحب الحكم ، وصاحب الفضل ، وإنما ولاه الله تعالى ما ولاه من أمر هذه الأمة ، لعلمه به ، وما يعلمه من فضله ونيته . فقال الحسن : يا ابن هبيرة ، الحساب من ورائك ، سوط بسوط ، وغضب بغضب ، والله بالمرصاد ، يا ابن هبيرة : إنك إن تلق من ينصح لك في دينك ، ويحملك على أمر آخرتك ، خير من أن تلقى رجلا " يغرك ويمنيك - فقام ابن هبيرة ، وقد تبسر وجهه ، وتغير لونه .
246
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 246