responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 234


الانقطاع إلينا ، سجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره [1] ، وهكذا أصبحت مودة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم - والتي أمر الله بها في كتابه الكريم ، حيث يقول * ( قل لا أسألكم عليه أجرا " إلا المودة في القربى ) * [2] - أصبحت هذه المودة - على أيام بني أمية - كفرا " وإلحادا " ، ومروقا " عن الدين .
وهكذا ما أن استقرت الأمور لمعاوية ، وخلا الميدان إلا منه ، حتى أخذ ينتقم شر انتقام من أنصار الإمام علي وآل البيت الطاهرين ، ففريق روع في ظلمات السجون ، وبقي فيها يلاقي الأمرين ، حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى - كما حدث مع محمد بن أبي حذيفة - وفريق شرد في الأرض ، حتى مات منفيا " عن وطنه وأهله - كما حدث مع صعصعة بن صوحان - وفريق قتل صبرا " في الإسلام - من أمثال عمرو بن الحمق ، وحجر بن عدي - .
وتصور محنة حجر بن عدي [3] وأصحابه محنة ، امتحن بها زياد بن أبيه ، الإسلام والمسلمين ، وشاركه معاوية في هذا الامتحان ، فتركت في نفوس المعاصرين لها أقبح الأثر وأشنعه ، وكانت صدمة عنيفة لمن بقي من خيار الناس في تلك الأيام .
وكان الناس يقولون : أول ذل دخل الكوفة موت الحسن بن علي ، وقتل حجر ، ودعوة زياد ، وكان الإمام الحسن البصري يقول : أربع خصال كن في معاوية ، لو لم تكن فيه إلا واحدة ، لكانت موبقة ، انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء ، حتى ابتزها أمرها ، بغير مشورة منهم ، وفيهم بقايا الصحابة وذو



[1] محمد بيومي مهران : الإمام الحسن بن علي ص 119 - 120 ( بيروت 1990 ) .
[2] سورة الشورى : آية 23 .
[3] أنظر عن محنة حجر بن عدي وأصحابه ( محمد بيومي مهران : الإمام الحسن بن علي ص 119 - 129 ، تاريخ الطبري 5 / 253 - 285 ، ابن الأثير : الكامل في التاريخ 3 / 472 - 488 ، أسد الغابة 1 / 461 - 462 ، ابن حجر العسقلاني : الإصابة في تمييز الصحابة 1 / 314 - 315 ، ابن عبد البر : الإستيعاب 1 / 356 - 359 ، العقاد : معاوية بن أبي سفيان في الميزان ص 108 - 110 ، ابن كثير : البداية والنهاية 8 / 54 - 60 ) .

234

نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست