responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 227


ثم إن الإسلام لم يكتف بإتاحة الولاء تقية للمغلوبين على أمرهم من أرستقراطي المدينة - وكانوا يعرفون صراحة بالمنافقين - وكان الإسلام يتألف قلوبهم بالمال ، وجعلهم إحدى الطوائف الثماني التي لها نصيب من أموال الصدقات - كما تشير إلى ذلك الآية 60 من سورة التوبة - وقد ظل المنافقون يقبضون أموال الصدقات هذه إلى أن ألغى عمر بن الخطاب نصيبهم ، حين قوي الإسلام ، وأحس بأن في ذلك تقليلا " من هيبته ، وتلك إمارة على إتاحة الإسلام تقية حتى للأرستقراطيين السابقين [1] ولو أخذنا غنائم غزوة حنين كمثال لما كان يعطيه الإسلام للمؤلفة قلوبهم ، لرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعطي المؤلفة قلوبهم أول الناس ، فيعطي أبو سفيان بن حرب مائة من الإبل وأربعين أوقية فضة ، فيطلب مثلها لولده يزيد ، وحين يعطيه رسول الله ما أراد ، يطلب مثلها أيضا " لولده الثاني معاوية بن أبي سفيان ، فيعطيه الرسول كذلك مائة من الإبل ، وأربعين أوقية فضة ، ثم يعطي رجالا " من بني عبد الدار وبني زهرة وبني مخزوم .
وأعطى الأقرع بن حابس التميمي ، وعيينة بن حصن ، ومالك بن عوف كل منهم مائة من الإبل ، وأعطى العباس بن مرداس أربعين من الإبل ، فقال في ذلك شعرا " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إقطعوا لسانه عني ، فأعطوه مائة من الإبل ، وقد أعطي كل ذلك من الخمس ، كما أعطي غيره كثير [2] .



[1] كامل الشيبي : التقية : أصولها وتطورها ص 236 - 238 مجلة كلية الآداب - جامعة الإسكندرية - العدد السادس عشر عام 1962 م ) .
[2] أنظر : الواقدي : كتاب المغازي - تحقيق مارسدن جونسن - الجزء الثالث ص 943 - 949 ( بيروت 1404 ه‌ / 1984 م ) ، ابن هشام : سيرة النبي صلى الله عليه وسلم 4 / 366 ، محمد بيومي مهران : السيرة النبوية الشريفة 2 / 427 - 433 ( بيروت 1990 م ) . عرجون : محمد رسول الله 4 / 390 - 400 ، ابن كثير : السيرة النبوية 3 / 667 - 683 . السيرة الحلبية 3 / 61 - 75 ، 83 - 98 ، ابن شهبة : السيرة النبوية 2 / 379 - 394 ، ابن الأثير الكامل في التاريخ 2 / 261 - 273 ، تاريخ الطبري 3 / 70 - 94 .

227

نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست