نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 203
المؤمن في درجته ، وإن كانوا دونه في العمل ، لتقر بهم عينه ، ثم قرأ * ( والذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ ) * [1] . وأما فضل الله تعالى على الآباء ببركة دعاء الأبناء ، فلقد روى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة ، فيقول : يا رب أنى لي هذه ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك [2] . والحديث إسناده صحيح ، ولم يخرجوه من هذا الوجه [3] ، ولكن له شاهد في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا ما مات ابن آدم انقطع عمله ، إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له [4] . ويخلص المقريزي من ذلك كله : بأن الله تعالى ، إذا أكرم المؤمن لإيمانه ، فجعل ذريته الذين لم يستحقوا درجته معه في الجنة لتقصيرهم ، فالمصطفى صلى الله عليه وسلم ، أكرم على ربه تعالى من أن يهين ذريته بإدخالهم النار في الآخرة ، وهو جل وعز القائل * ( إنك من تدخل النار فقد أخزيته ) * [5] . بل إن من كمال شرفه صلى الله عليه وسلم ، ورفيع قدره ، وعظيم منزلته عند الله تعالى ، أن يقر الله عينه بالعفو عن جرائم ذريته ، والتجاوز عن معاصيهم ، ومغفرة ذنوبهم ، وأن يدخلهم الجنة من غير عذاب [6] .
[1] تفسير ابن كثير 4 / 373 - 375 ( دار الكتب العلمية - بيروت 1406 ه / 1986 م ) . [2] مسند الإمام أحمد 2 / 509 . [3] صحيح ابن ماجة 2 / 1207 . [4] صحيح مسلم 5 / 73 . [5] سورة آل عمران : آية 192 . [6] المقريزي : المرجع السابق ص 60 .
203
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 203