نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 198
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة ، أنه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فصلى ، ثم قام خطيبا " فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر ووعظ ، فقال ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : أيها الناس ، إني تارك فيكم أمرين ، لن تضلوا إن اتبعتموها ، وهما كتاب الله ، وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات ؟ قالوا : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه ، فعلي مولاه [1] . ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن وجه الدلالة على العصمة في الأحاديث الآنفة الذكر ( حديث الثقلين - بطرق وصيغ مختلفة ) إنما هو أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما قد لازم بين أهل بيته عليهم السلام ، وبين القرآن المعصوم ، ومن لازم المعصوم فهو معصوم . قالوا : وإذا أثبت عصمة أهل البيت ، وجب أن يكون إجماعهم حجة لامتناع الخطأ والرجس عليهم ، بشهادة المعصوم ، وإلا لزم وقوع الخطأ فيه ، وأنه محال . واعترض الجمهور بأن قالوا : لا نسلم أن أهل البيت في الآية الكريمة ( الأحزاب 33 ) ، بل هم نساء النبي صلى الله عليه وسلم . وأما ما أكدتم به عصمتهم من السنة ، فأخبار آحاد ، لا تقولون بها ، مع أن دلالتها ضعيفة . وأجاب الشيعة : إن أهل البيت في الآية إنما هم : علي وفاطمة والحسن والحسين ، وهو أمر ثابت بالنص والإجماع ، وقد قال به كثيرون ، قال به أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع ، وأم المؤمنين عائشة ، وأم المؤمنين أم سلمة ، وابن أبي سلمة - ربيب النبي صلى الله عليه وسلم - وسعد وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .