نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 188
وهكذا رأت الشيعة الإمامية أن العصمة واجبة للإمام ، قال ابن بابويه القمي في رسالته للصدوق ( ص 108 - 109 ) : اعتقدنا في الأخبار الصحيحة عن الأئمة أنها موافقة لكتاب الله ، متفقة المعاني ، غير مختلفة ، لأنها مأخوذة من طريق الوحي عن الله سبحانه وتعالى [1] . وقال المجلسي : أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة من الذنوب الصغيرة والكبيرة ، وعمدا " وخطأ ونسيانا " - قبل النبوة والإمامة وبعدهما ، بل من وقت ولادتهم ، إلى أن يلقوا الله تعالى ، ولم يخالف في ذلك إلا الصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد ، فإنهما جوزا الإسهاء ، من الله تعالى ، لأن السهو الذي يكون من الشيطان في غير ما يتعلق بالتبليغ وبيان الأحكام [2] . وقال الطوسي : لا يجوز عليهم - أي على الأئمة - السهو والنسيان فيما يؤدونه عن الله تعالى ، أما غير ذلك ، فإنه يجوز أن ينسوه أو يسهون عنه ، مما لم يؤد ذلك إلى الإخلال بكمال العقل ، وكيف لا يجوز عليهم ذلك ، وهم ينامون ويمرضون ، ويغشى عليهم ، والنوم سهو ، وينسون كثيرا " من متصرفاتهم أيضا " ، وما يجري لهم فيما مضى من الزمان ( 1 ) . ومن المعروف أن سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما قد أوصى أمته بأهل بيته ، وساواهم بالقرآن - كما في حديث الثقلين الذي أشرنا إليه آنفا " - وذلك لأن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، سلالة الحسن والحسين ، أبناء الزهراء والإمام علي ، إنما هم بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سيد الأنبياء ، الذي اصطفاه الله من أطهر المناقب ، وأعرق الأصول ، وتعهدهم نوره في الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرة ، من لدن آدم ، حتى حملته أمه ، ما تشعبت شعبتان إلا وكان