نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 187
وهناك تفسيران للعصمة : أحدهما : أنها أمور يفعلها الله تعالى بالمكلف ، فتقضي ألا يفعل المعصية اقتضاء غير بالغ إلى حد الإيجاب ، وفسروا هذه الأمور ، فقالوا : إنها أربعة أشياء ، أولها : أن يكون لنفس الإنسان ملكة مانعة من الفجور ، داعية إلى العفة ، وثانيها : العلم بمثالب المعصية ، ومناقب الطاعة . وثالثها : تأكيد ذلك العلم بالوحي والبيان من الله تعالى . ورابعها : أنه متى صدر عنه خطأ من باب النسيان والسهو ، لم يترك مهلا " بل يعاقب وينبه ، ويضيق عليه العذر . قالوا : فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة ، كان الشخص معصوما " عن المعاصي لا محالة ، لأن العفة إذا انضاف إليها العلم ، بما في الطاعة من سعادة ، وما في المعصية من شقاوة ، ثم أكد ذلك تتابع الوحي إليه وترادفه ، وتظاهر البيان عنده ، وتمم ذلك خوفا " من العقاب على القدر القليل ، حصل من اجتماع هذه الأمور حقيقة العصمة . وثانيهما : - العصمة لطف يمتنع المكلف عند فعله من القبيح اختيارا " ، وقد يكون ذلك اللطف خارجا " عن الأمور الأربعة المعدودة ، مثل أن يعلم الله تعالى أنه إن أنشأ سحابا " ، أو أهب ريحا " ، أو حرك جسما " ، فإن زيدا " يمتنع عن قبيح مخصوص اختيارا " ، فإنه تعالى يجب عليه فعل ذلك ، ويكون هذا اللطف عصمة لزيد ، وإن كان الإطلاق المشتهر في العصمة ، إنما هو لمجموع ألطاف يمتنع المكلف بها عن القبيح مدة زمان تكليفه [1] . وترى الشيعة الإمامية أن الأنبياء لا تجوز عليهم الكبائر ولا الصغائر ، لا عمدا " ولا خطأ ، ولا سهوا " ، ولا على سبيل التأويل والتشبيه ، وكذلك قولهم في الأئمة [2] .
[1] شرح نهج البلاغة 7 / 7 - 8 . [2] شرح نهج البلاغة 7 / 12 ، وانظر آراء أخرى 7 / 7 - 21 .
187
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 187