نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 167
والبنود ، وجر العساكر والمقانب ( جمع مقنب ، هي الجماعة من الخيل دون المائة تجتمع للغارة ) ، وترتيب المراتب والمناصب ، فلينظر ذو الرأي إلى حكم الوقت ، فإذا كانت أكناف خطة الإسلام إلى الاستقامة ، والممالك منتفضة عن ذوي العرامة ، ولكن إذا ثارت بدع وأهواء ، واضطربت مذاهب ومطالب وآراء ، والحاجة إلى من يسوس الأمور الدينية أمس ، فالأعلم أولى . وإن تصورت على الضد ، مما ذكرنا ، ومست الحاجة إلى شهامة وصرامة ، وبطاش ، يحمل الناس على الطاعة ولا يحاش ، فالأشهم أولى بأن يقدم ( 9 ) . ويذهب ابن أبي الحديد ( 586 - 656 ه ) إلى أن أحق الناس بالإمامة أقواهم عليها ، وأعملهم بحكم الله فيها ، وهذا لا ينافي في مذهب أصحابنا البغداديين من المعتزلة في صحة إمامة المفضول ، لأنه ما قال : إن إمامة غير الأقوى فاسدة ، ولكنه قال : إن الأقوى أحق ، وأصحابنا لا ينكرون أنه - أي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أحق ممن تقدمه بالإمامة ، مع قولهم بصحة إمامة المتقدمين ، لأنه لا منافاة بين كونه أحق ، وبين صحة إمامة غيره ( 2 ) . ثم إن رأي ابن أبي الحديد هذا ، إنما هو ترديد لقول سيدنا الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - أيها الناس : إن أحق الناس بهذا الأمر ، أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه ، فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبى قوتل ( 3 ) .
( 1 ) أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني : الغياثي - غياث الأمم في الثبات الظلم - تحقيق عبد العظيم الديب - الدوحة 1400 ه ص 164 - 1271 . ( 2 ) ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة 9 / 328 ( بيروت 386 م / 1967 م ) . ( 3 ) ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة 9 / 328 ، الإمام محمد عبده : نهج البلاغة - تحقيق محمد أحمد عاشور ، ومحمد إبراهيم البنا - كتاب الشعب ص 199 .
167
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 167