نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 143
من نظام الحكم ، كان العرب يعرفونها بالقيصرية أو الكسروية ، وسماها الرسول صلى الله عليه وسلم الملك العضوض - كما رأينا آنفا " في أحاديث نبوية شريفة - . والعضوض : بناء لغوي يعطي معنى المبالغة في العض ، ويوصف به المذكر والمؤنث ، وهو مستعار من عض الناب ، فكان هذا النوع من الحكم يعض الرعية عضا " ، ومن ذلك يقول العرب : زمن عضوض ، يعنون أنه كلب مسعور . والخصيصة البارزة للملك العضوض ، أنه مغري بطمس كل حقيقة مأثورة ، تخالف هواه ، لكي لا ينبعث عنها ما ينبه غافلا " ، أو يرشد حائرا " ، أو يذكر ناسيا " ، أو يشد عزمة واهية ، إلى وصل حاضر واهن بماض قوي مجيد . ومن أعجب شئ في طمس الحقائق أن يستمر ملوك بني أمية على عداوتهم لأمير المؤمنين علي - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - حتى بعد أن لحق بالرفيق الأعلى - راضيا " مرضيا " عنه - فيتجاهلون في هذا الموطن ، كرائم الأخلاق العربية ، وفضائل الآداب الإسلامية ، ليأمروا عمالهم وعفاتهم - غير محتشمين الموت - أن يلعنوا الإمام علي ( والعياذ بالله ) على المنابر في بيوت الله ، بين أسماع المسلمين وأبصارهم . ولم تزل هذه الخسيسة - خسيسة لعن الإمام علي على المنابر في بيوت الله - تطارد كل يوم جمعة ، شرف العروبة ، وأدب الإسلام ، حتى قضى عليها الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ، فأمر ، رضي الله عنه ، أن تستبدل بهذه البدعة الخسيسة المنكرة ، الآية الشريفة من كتاب الله ، * ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ، وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) * [1] .