رأسنا من أرجلنا بدلا من أن نعيش كقطع الفلين فوق ظهر الماء ، يأخذها الموج إلى حيث يريد في اتجاهات متعاكسة دون أن تملك من أمر نفسها شيئا . على أنني أدرك تماما أن هذه المهمة صعبة للغاية في زمن نرى فيه ما نرى ، وأهون نتائجها أن يرمى المضطلعون بها بشتى التهم ، وربما يهدر دمهم ظلما ، لكن الأصعب والأخطر أن نسكت ونتعامى ونترك الناس حيرى ، فهذا ذنب عظيم . والسؤال الذي يوجع رأس الباحثين والمتحركين الآن هو : كيف يتم تعيين القيادة في الحركة الإسلامية ؟ وإن كان لدينا - نحن أهل السنة - منهج واضح في هذا فما هو ؟ وكيف طبقه الجيل الأول ؟ وإن لم يكن لنا هذا بضاعة فما هي النظرية ، وما هو المنهج الذي نستطيع استنباطه من ممارسات الجيل الأول في هذا الشأن ، في ضوء السير والتاريخ المكتوب باعتبار هؤلاء قدوة قد نقتدي بها في غياب النص ؟