responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 77


وكان غضب فاطمة على أبي بكر عظيما " لدرجة أنها أوصت عليا " عليه السلام أن لا يصلي عليها أبو بكر ولا حتى أن يحضر دفنها كما يظهر ذلك من رواية عائشة : ( . . . فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا " ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا " ، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها ) [1] .
وأرض فدك التي كانت تطالب بها فاطمة عليه السلام قرية من الحجاز كان يسكنها اليهود ، وقد صالحوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليها بعد هزيمتهم في خيبر ، فكانت ملكا " للرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأنها مما لم ( يوجف عليها بخيل ولا ركاب ) .
وذلك بالإضافة إلى ما ملكه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من خمس خيبر وصدقات النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة . فكانت هذه كلها ملكا " خاصا " به ، ولا حق فيها لأحد غيره .
فالزهراء عليه السلام في هذه المسألة كانت - على رأي أبي بكر - تطالب بما ليس لها فيه حق ، وهي بذلك تكون على أحد أمرين لا ثالث لهما . أولهما : إنها كانت كاذبة - والعياذ بالله - تطمع بأخذ ما تعلم أنه ليس لها فيه حق ، وثانيهما : إنها كانت جاهلة بالعلم الذي يعلمه أبو بكر وقد التبست عليها أحكام الميراث .
ولا أحسب أننا بحاجة إلى تفنيد الاحتمال الأول . وأما الثاني فقد تكفلت الزهراء عليه السلام نفسها بتفنيده حين واجهت أبا بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار بالقول : ( . . . وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا ولاحظ ( أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما " لقوم يوقنون ) [ المائدة / 50 ] ، ويها " معشر المسلمة ، أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئا فريا . . . أعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول :
( وورث سليمان داوود ) [ النمل 16 ] ، وقال فيما اقتص من خبر زكريا : ( فهب



[1] المصدر السابق ، كتاب المغازي ، ج 5 ص 382 حديث رقم 4240 / 4241 .

77

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست