نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 70
فأراد عمر أن يرد عليه ، فقال له أبو بكر على رسلك فقام وخطب قائلا " : ( . . . فكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلاما " ، والناس لنا فيه تبع ، ونحن عشيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ونحن مع ذلك أوسط العرب أنسابا " ، ليست قبيلة من قبائل العرب إلا لقريش فيها ولادة . وأنتم أيضا " والله الذين آووا ونصروا ، وأنتم وزراؤنا في الدين ، ووزراء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنتم أحق الناس ألا يكون هذا الأمر اختلافه على أيديكم ، وأبعد عن أن تحسدوا إخوانكم على خير ساقه الله تعالى إليهم ، وإنما أدعوكم إلى أبي عبيدة أو عمر ، وكلاهما قد رضيت لكم وهذا الأمر ، وكلاهما له أهل ) [1] . فقال عمر : ( بل نبايعك أنت ، فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله ) [2] . فقام الحباب بن المنذر وهو أحد وجهاء الأنصار والمؤيد لتأمير سعد بن عبادة وقال : ( فنحن لا نحسدكم على خير ساقه الله إليكم . . . ولكنا نشفق مما بعد اليوم ، ونحذر أن يغلب على هذا الأمر من ليس منا ولا منكم ، فلو جعلتم اليوم رجلا " منا ورجلا " منكم بايعنا ورضينا ، على أنه إذا هلك اخترنا آخر من الأنصار ، فإذا هلك اخترنا آخر من المهاجرين أبدا " ما بقيت هذه الأمة ) [3] . وكان قول الحباب حسب رواية البخاري : ( أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش . فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، حتى فرقت من الاختلاف ) [4] . ومع تأزم الموقف إلى هذا الحد ، قام عمر وقال بشدة : ( هيهات أن يجتمع سيفان في غمد واحد ، إنه والله لا يرضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم ، ولكن العرب لا ينبغي أن تولي هذا الأمر إلا من كانت النبوة فيهم ،
[1] ابن قتيبة الدينوري ، الإمامة والسياسة ، ج 1 ص 23 . [2] صحيح البخاري ، كتاب فضائل الصحابة ، ج 5 ص 14 . [3] ابن قتيبة الدينوري ، الإمامة والسياسة ، ج 1 ص 23 - 24 . [4] صحيح البخاري ، كتاب المحاربين من أهل الكفر ، ج 8 ص 542 .
70
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 70