نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 36
توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ) [ المائدة / 92 ] وقوله تعالى : ( فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا " إن عليك إلا البلاغ ) [ الشورى / 48 ] . فالحفيظ المقصود في هذه الآية هو المسؤول عن هداية الناس وتعليمهم ، كما في قوله تعالى أيضا " : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) [ الرعد / 7 ] . واعتمادا " على هذه الآيات وغيرها يرى الشيعة أن دور الخلافة والإمامة في كل عصر ( لكل قوم هاد ) هو هداية الإنسان وإصلاح الفرد والمجتمع من خلال حمل الرسالة وحفظها من تحريف المحرفين ، وتشكيك المشككين ، وإلا فما هي فائدة سلامة تبليغ هذه الرسالة إذا لم تحفظ بعد رحيل مبلغها بأيد أمينة ؟ على أن ما حدث للشرائع السابقة فيه الإجابة الوافية على هذا التساؤل ، حيث كان أتباعها يأخذون معالم شرائعهم بعد رحيل أنبيائهم عن أي من كان ، فحصل التحريف الذي أخبر عنه العلي الحكيم : ( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) [ البقرة / 75 ] . وهكذا يرى الشيعة أيضا أن قوله تعالى : ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) [ الإسراء / 71 ] وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) [1] إنما هو للتأكيد على أن أهداف رسالة الإسلام بعد رحيل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال إمامة الخلفاء الهادين المرشدين : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) [ يونس / 35 ] .
[1] ستجد مصادر هذا الحديث وتفاصيل بشرحه في الفصل الأول من القسم الثاني .
36
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 36