نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 331
المسلم عدوا " لإمام زمانه عند ظهوره ، بل إنه قد يكون يعيش حالة العداء هذه قبل ذلك دون أن يدري بحاله ! ولأنه ليس كل ما ورثه المسلمون بسنتهم وشيعتهم من أسلافهم يمثل واقعا " إسلاميا " ينبغي تقديسه ، فإنه لا سبيل للخروج من هذه الحالة الجاهلية إلا بأن يبدأ أبناء الأمة بنهضة توعية شاملة في الفكر والثقافة الإسلامية الأصيلة ، وعلى مستوى الفرد والمجتمع ، وعلى أساس من العقيدة الباعثة على الحركة ، والمنهج الواعي والمتحرر من غبار وترسباته ، بما في ذلك التعصبات الطائفية والمذهبية التي ينبغي أن لا ينظر إليها إلا كواقع سلبي فرض على المسلمين طوال تاريخهم ، وأن ينظر إليها أيضا " من زاوية آثارها السلبية والمدمرة على الثقافة الإسلامية ووحدة المسلمين . وهذا يلزم دراسة الإسلام بعقائده وشرائعه وتاريخه مجددا " ، والتحقق منها لا سيما على ضوء كثير من الحوادث التي حصلت في صدر الإسلام . فما وافق منطق القرآن والأحاديث المجمع على صحتها والعقل السليم يجب الأخذ به دون أدنى تردد ، حتى لو كان مخالفا " للمذهب أو المعتقد الذي أورثنا التعصب له ، أو كان موافقا " لأفكار ومعتقدات أورثنا جهلها ، فضلا عن رفضها وتكفير أصحابها ! وهذا الأمر يلزمنا بدوره محاولة التحرر قدر الامكان من أسر الفرقة أو المذهب أو الحزب أو الحركة أو الخط أو غير ذلك من الأطر ، والتي غالبا ما تجعل من المنتمين المتعصبين إليها مقدسين لها وعابدين ، وقد استغرقوا في الانغلاق داخلها دون أن يشعروا ، فيصبحوا من المغفلين بل المقبورين . كل ذلك على حساب الانفتاح والمرونة في السعي لتحصيل الحقائق ، أو البحث عن الصراط المستقيم الذي يفترض أن لا يتوقف الإنسان في البحث عنه لحظة واحدة في حياته ، مهما بلغ عنده من العلم والمذهب !
331
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 331